الشاعر حسن حامد حسن: الرمزية لم تكن عقبة بيني وبين القُراء.. وبدأت الكتابة بالشعر العامي وهذا سبب ميولي للتفعيلة.
حاوره: محمد الحبيب يونس
مرحبا بك الشاعر حسن حامد في صحيفتكم صوت الوحدة؟
مرحبا بكم وبمتابعي الصحيفة
بداية إعطنا نبذة عنك؟.
حسن حامد حسن وقد
كان ميلادي في ٢٢/٩/١٩٩٣م في ولاية جنوب كردفان/محلية القوز/ الدبيبات قرية أولاد يونس ،وكانت
نشأتي المبكرة في ولاية جنوب دارفور وفي تخوم محلية قريضة (أم ضل) جنوب نيالا، حيث بدات مسيرتي الدراسية وانتقلت إلى نيالا عاصمة الولاية وهناك أكملت ماتبقى من مرحلة الاساس ودرست فيها المرحلة الثانوية، ومن ثم ذهبت إلى الخرطوم والتحقت فيها بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا،
وتخرجت من كلية الهندسة قسم هندسة موارد المياه، حيث بدأت أتخبط في متاهات الشعر التي مازلت أتخبط فيها واتعثر وقد بدأ هوسي بالشعر من السنة الأولى ولكني غفلت عنه فتركني قرابة عامين وأعرض عني حتى وجدت له سبيلا وممررا سحريا فباغته وعانقته الى الأبد
فاز حسن بجائزة بيت الشعر الخرطوم للشعر الفصيح 2022. ما الإضافة التي أضافتها لك هذه الجائزة؟.
أولى الإضافات التي شعرت بها تسري في دمي وتعشعش في الدماغ ،هي أن نصوصي قد أجيزت بالفعل وأنني بت شاعرا يقف على قدمين وبإستطاعتي مواجهة تلك الشروط والضوابط المزعجة التى تأرقني وتهجس كل من هب ودب على كتابة الشعر وهذا محفز جيد لبناء الثقة بالنفس والمضي قدما في قلب الطريق ونحو الغاية الكبرى من هذة الورطة
وأكتشفت لاول مرة أنني مطالب بكتابة نصوص جديدة وفوز جديد
إضافة لتلك القلادة التي علقتها في صدري وأسمي المنحوت على زاكرتها مدى الحياة
الفوز بالجوائز محفز للأمام وتجاوز السابق أم يجعل الشاعر راضيا عما توصل إليه ويغيّب القلق الشعري حسب متابعتك للمشهد الأدبي؟.
عموما مازلت أعتبر الجوائز والمسابقات كشهادات رسمية وإعترافات بالعمل الجاد ولها حتما وقعها الخاص على نفس كل شاعر مبدع
وهذا الاهتمام الشخصي الذي تعبر عنه المسابقات غالبا يكون المراد منه محاولة دفع الشاعر ومساندته ليتجاوز نفسه التي هي أولى العقبات وخاصة في حالات الشعور بالرضا المزمن
وهنا يكمن الفشل ومعه مظلة الهبوط الناعم
وحيث يبدأ غياب القلق الشعري كما اسلفت لدي الشاعر تبدا انحساراتة تتدرج شيئا فشيئا في الظلام حتى يختفي عن المشهد بكل أسف
وبساطة
ولكن بلسان التجربة فأنا لم يفارقني قلق الكتابة يوما ولم أستسلم له حتى وأنا أمر بأسوأ حالاتي وانتكاساتي المريرة
وهذا الشعور بالقلق كان بمثابة طمأنينة تجعلني أستشعر حياة الجمر الخابي تحت الرماد ولو كانت هذه الطمأنينة مشكوك في أمرها أو خضما عن الموهبة
حسن يميل لشعر التفعيلة أكثر من العمودي هل هناك أسباب لذلك؟.
نعم قد يعود هذا الميول لاسباب كثيرة منها
كوني بدأت الكتابة بالشعر العامي الذي يشبه التفعيلة إلى حد كبير لدرجة ان كثيرا من الشعراء السودانين وخاصة اليساريين منهم كتبوا نصوصا عامية إستوعبت كل الحداثة المنسوبة للتفعلية وقصيدة النثر وبإسم هذا المبرر فأنا لا أنكر إتكائي على أول ديوان مغمور بالشعر ومحاط بالغبار وهو يقع في متناول يدي في مستهل التجربة بعنوان “ثنائية الهديل” للشاعرين الكبيرين حاتم يونس ويوسف البدوي وقد إحتوى الديوان مزيجا من الشعر العامي والتفعيلة وبعض القطع النثرية وقد كان مثيراً لدهشة أولى مازالت ترافقني وتغمرني بالضياء من حين لآخر وتذكرني بواجب الشكر.
وربما ركبتها لأن للتفعيلة حبلها الممدود على طول البحر وإمكانية تدفقها وإنسيابها الحر على مجرى الافكار ،كما ظننتهاولكن هذه الانسيابية قد تفتح تشعبات أو حلقات مفرغة ينجرف إليها المعنى وينحرف الى اللاموضوعية العقيمة مالم يمسك الكاتب بخيوط المعنى ويقوم بشدها إلى مايريد سيقوده المعنى إلى اللامعنى المباشر
هل توجد فوارق بين قصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية من حيث الشعرية والحرية ؟.
من حيث الشعرية يظل الغشاء رقيق جدا بينهما مع بعض التمايز في التكنيك
أما في التفعيلة كما ذكرت سابقا
تتدفق الشاعرية دون الانتباه لانقطاعات البحر وإكتفاءه العروضي
وغالبا ما يعتمد على تقطيع الشاعر للنص متى ما رأى ضرورة توَقُّفِه لبداية فقرة جديدة
وعادة ما تقل فيها الغنائية والطرب نسبة لطول المقطع وتباعد تكرار القافية الذي يزيد من غنائية النص
ولطالما كانت القصيدة تفعيلة فهي تتمتع بحرية ومرونة أكبر مقارنة بعمود الشعر المحدد بجانبيه
أما القصيدة العمودية فهي الأصل ولها مميزاتها وإمكانياتها الحديثة والقديمة سارية المفعول سوى أن بعضا من الشعراء ومنهم أنا من كانوا يواجهون مشاكلا لغوية من صرف ونحو وغيرها مما كان يعسر عليهم إنسياب الشاعرية وتدفقها بعض الشيء ولكن الشاعرية في بداهتها وفي نظري هي مجرد ماء يأخذ شكل الوعاء فقط ولن يغير في خواصه أي من الاوعية عمودية كانت أم تفعيلية
في هذا الحقبة الحديثة عاد الشعراء للشعر العمودي يا ترى ما السبب في ذلك وهل هذه العودة تشكل مهددا وجوديا لقصيدتي التفعيلة والنثر؟.
عودة الشعراء للقصيدة العمودية لها اسباب عديدة منها
ان شعر التفعلية والنثر بعد أن كان موضة أستهوت أغلب الشعراء وقد مر عليها وقتا كافيا كأي موضة كثرت فيها البدع والبدائع حتى أنهالت اللعنات على منسوبيها وألفت كتب في نقدها وتمحيصها فمن الطبيعي أن يعود البشر من موضة حديثة إلى موضة قديمة يربطهم بها الحنين والخضارة وزد على ذلك تلك النهضة التي تبنتها سلسلة من جوائز ومهرجانات ومسابقات عديدة في الوطن العربي وابرزها قصيدة امير الشعراء التي أعادت هيبة النص العمودي بشكل ملحوظ وقللت من فرص المشاركة والفوز لغيره من ضروب الشعر
ولكن مازالت الفرصة مفتوحة لمن أراد الكتابة النثرية او التفعيلة وابدع فيهما سيجد الجمهور الذي يخاطبه ويسمع منه ويفهمه إلى الأبد
ما هو تقيمك للقصيدة العمودية المعاصرة ، وهناك من يتهمها بأنها وليدة المسابقات وتكاد تكون ذات نمط واحد ما ردك؟.
أرى أن القصيدة العمودية مازلت بخير حتى الآن وذلك لانني أؤمن بوجود الاختلاف بأننا
سنجد دائما وابدا ضالتنا في أحد يكتب الشعر بطريقته وأسلوبه دون الإلتفات لأي مغريات أخرى سوى متعته ووفاءه للشعر ومبتغاه الادبي بدون أي رتابة
وهناك من يكتب للمسابقات ويجاري نوعها المفضل و أسلوبها الرائج فقد يقع هذا النوع من الكتاب في الرتابة والنمطية التي شهدناها مؤخرا تجتاح عمود الشعر وتخصم عنه نسبة مئوية من حريته وجماله المعهود
لحسن مخطوطات شعرية لم تطبع حتى الآن وما سبب التأخير ؟.
نعم أغلب كتاباتي الشعرية والنثرية لم يخرج منها سوى القليل إلى الضوء عبر بعض المجلات والصحف الالكترونية
فأنا عموما لم أهتم كثيرا بأمر النشر بقدرما أهتممت بحق الاستمرار في الكتابة وحتى على مستوى منصتي ونافذتي الزرقاء لم يكن تروجي كافيا للمحتوى الادبي الذي أنتجته على مدى سبعة أعوام من التجربة الجادة وبالرغم من إنقطاعي عن ميادين التنافس لفترات طويلة إلا أن الوقت لم يمض في نظري وأن هناك فرصة قادمة هي الاهم بالنسبة لي
هل هناك تحديات يواجهها الأدباء بشأن الطباعة؟.
نعم فالتحديات موجودة على مر العصور
وإلى عصرنا الحالي رغما عن الإزدياد الملحوظ لدور النشر والمسابقات المخصصة لذلك وتطور وسائل العرض إلا أن المنافسين صاروا أكثر مما تجود به الشاعرية من تلقاء نفسها
إضافة لتفشي الفساد والمحسوبية بين اللجان المخولة بإجازة المخطوطات الادبية
كالمصنفات ولجان التحكيم في ميادين التنافس وآخر تحدي سيواجهه الأديب هو فقره مقابل تكاليف النشر وغلائها الفاحش
حسن من رواد الشعر الرمزي، فما مدى تفاعل الجمهور مع شعرك وهل تشكل الرمزية عقبة بين النص والمتلقي؟.
في الحقيقة يحدث احيانا أن يتفاعل معك الجمهور كله وانت تلقي عليه ظلالك ولكنك لن تستطيع الجزم أبدا
ما إذا كانوا تفاعلوا وصفقوا لاجلك أم لاجل النص فلا يطمئنن قلبك للجمهور أبدا وزد على علمك أن كلا الأمرين وارد وجائز في الشعر، أن يراك الآخرون تظهر وتختفي متى شئت
وحسن لا يظن أن الرمزية قد تشكل عقبة ما دامت تضج بالاشارات والإحالات المؤدية لبؤرة المعنى ورؤية الشاعر وتأويلاته الممكنة
ولكن قد ظل معظم الجمهور وفيا للأساليب المباشرة ولم يجتهد كثيرا لمواكبة معاصريه من الشعراء إلا ما ندر ومنذ دخول الحداثة في الشعر بدأ إنقسام المتلقي لحزبين وبدأت الازمة تزداد مع مرور الوقت وهذه حقيقة لن ننكرها ابدا وقد تضخمت واتسعت الفجوة بسبب من يكتب الشعر بلا هدى ومن يتلقاه بلا إناء معرفي حديث ولا بإدراك مرن
كيف نتعامل مع الشعر الرمزي وكيف نطور ذائقتنا ؟.
التعامل مع الشعر الرمزي لن يكون سهلا في البداية وخاصة لمن لا يبحث عن الرموز في نفسه لعله قد لا يجدها لقمة سائقة في متناول إدراكه مالم يفرد لها وقتا للقرأة والاطلاع على مستجدات العصر ومفاهيمه التي قد هضمها الشعر وحولها لأقنعة ووجوه تحمل رموزا تعبيرية مكثفة يمكن فهمها وتحليلها بمناهج التحليل الحديث حسب ما تحمله من قرائن وإشارات مرجعية وسيمياء …إلخ
أما تطوير الذائقة فهذا لايعتمد إلا على الذائقة نفسها وعلى ميول القارئ وولعه بألادب عموما ورغبته في توسيع مداركه، فالرموز ليست في الشعر وحده بل أجتاحت كل شيء وغطت عليه بلمعة رقيقة يفهمها اللبيب
الشعر الآن غير مؤهل بأن يصبح ذا دور فعال في المجتمع، هل تؤمن بذلك وما السبب وراء عدم تأهله إن كان الجواب نعم؟.
أؤمن بشيء من ذلك مادام رواد الشعر أقلية بالنسبة للسواد الاعظم من المجتمع و لوافترضنا بان الشعر حاول ان يعالج قضية مجتمعية وقام بدوره
على أكمل وجه ولم يلتفت إليه سوى ابناء جلدته وثلة من الآخَرِينَ فهذا سبب شبه رئيسي وفعال بالإضافة إلى عزلة الشعر نفسه وإنشغاله بها وبقضايا النخبة وبعض الفئات القليلة الباقية هنا وهناك
الشعر لم يعد ديوان العرب هل هذا صحيح؟.
لا يمكنني أبدا الاستغناء عن ديوان العرب مهما بلغنا من الحداثة وما بعدها
لما في ديوان العرب من فصاحة التراكيب وبلاغتها وجزالة اللغة واصالتها ولكنني أصطحبه معي كموروث ثري ومخزون لغوي لا ينضب وكأساس متين للإنطلاق إلى الحداثة وعليه تكون الإجابة الصحيحة
لم يعد الشعر ديوان العرب فحسب بل خرج الى العالمية وأكتسب صفات وراثية جديدة
كيف نعيد حضور الشعر في المجتمع ؟.
لإعادة الشعر إلى المشهد الادبي
في الحقيقة أنا لا أعلم ما إذا كان الشعر قد وقف أمام ذائقة الجمهور أم الجمهور نفسه من كان يقف أمام تذوقه للشعر
ولكن في كلا الحالين يجب أن يعمل الشعراء على ردم الهوة وإضاءة نصوصهم إضاءة كافية
كما يقول درويش
“قصائدنا بلامعنى
إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت”
وكذلك السادة الجمهور يجب عليهم تطوير مهاراتهم الاستيعابية وفق زمانهم لإكتمال المثلث الإبداعي وعودته للمشهد
حسن قارئ جيد للفلسفة، إلى مدى تأثر شعر حسن بها؟.
حسب رؤيتي للشعر قد تظل الفلسفة كامنة فيه حتى إذا لم يقرأ كاتبه الفلسفة فهو قادر على خلق الابداع والدهشة والإختلاف وتقليل الصدمة بين الكائن ووجوده وهذه فلسفة في في حد ذاتها ولكن تحت تعريفها العام
أما دراسة الفلسفة المخصصة يمكن إعتبارها سلاح ذو حدين
لما فيها من أدوات منطقية قاسية قد تصيب الشاعر بالتصلب أو الجفاف مقارنة بمرونة الشعر وطلاوته وربما أغوته الفلسفة وأخذته بعيدا عن ينابيع الشعر وحولته إلى كائن منطقي لاتستهويه الضرورات الشعرية ولا خياله اللامشروط بالمنطق
ولكن إذا إستطاع الشاعر من هضم الفلسفة وإستبطانها جيدا ستكون الإضافة تلقائية و حقيقية ومليئة بروح العصر ومعانيه المذابة في إناء الشعر فالفلسفة قادرة على صبغة النص وإكسابه ألوانا مختلفة وإشباعه بشحنات من التكثيف الدلالي وكما تعمل على تخفيف هالات النصوص المزركشة وعلى كلٍّ تظل قاعدة التناسب طردية بهذا الصدد
أي كلما “أتسعت الرؤية ضاقت العبارة “وصارت موجزة ومفيدة أكثر ومحملتة المعاني العريضة
لماذا لا يوجد في عصرنا الحالي فلاسفة عرب ، كما كان في السابق كأمثال محي الدين بن العربي والغزالي وبن رشد وغيرهم؟.
في تلك الحقبة المشرقة كان العرب يثقون بأنفسهم ويشعرون بمركزيتهم
وإنتمائهم الحضاري مما جعلهم في فسحة من أمرهم وطمأنينة تدعو للتأمل وإعمال العقل
في مجال الفكر ومجالات أخرى
وبالرغم من أن الفلسفة تعتبر أم العلوم وبذرتها إلا أن أغلب الناس كانو يظنون بها غير ذلك ويعتبرونها علم ثانوي ورفاهية تخص المفكر وتُسَلِّيهِ في أوقات الفراغ حتى جاء عصر التنوير
وبعد أن سُلب العربُ كل ثقتهم وتم احباطهم ونزع تلك المركزية صارو يقرأؤن كلما يجود به الغرب وغيرهم ولم يسعفهم الوقت ليفكروا في مايليهم ويخرجوا منه بخلاصة أو حكمة عربية أصيلة ثم أتجه كلُّ من به زرةٌ من الحكمة إلى التحقيب والتنقيب والتحليل في مصلحة الغرب وغيره من المدارس الفلسفية الاخرى فحأدثوا تلك القطيعة العلمية وتركوا ورائهم هذه الفجوة المحرجة بلا أسباب واضحة ولا أي تفسير سوى تلك المحاولات وبعض الإستثناءات التي تمت محاربتها والهجوم عليها من الداخل بتهم الهرطقة والكفريات
ولكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تاتي وهذا ما نرجوه من ذوي العقول الخصبة و المنيرة قريبا
هناك من يتهم الفلسفة بالعبثية ويرى أنها لا تخدم الإنسان كالعلوم الطبيعية هل تختلف أم تتفق مع هذه المقولة ولماذا ؟.
ربما أختلف لو كنت أراها من بعيد ولا أسمع منها إلا الثرثرة والعواء ولكني بعد أن أقتربت منها وسمعت عنها وشعرت بما سمعته وأسرني ذلك، فأنا مختلف حتى مع من يوافقني الرآي بأن الفلسفة أنجزت مهمتها كأم للعلوم فحسب حين قامت بتربيتهم على أكمل وجه ولم تفقد أنوثتها ولا حسنها الأربعيني فقد قررت الاهتمام بنفسها وبنفوس من أهتمموا بها، فأين العبثة من هذا الانجاز العظيم؟
ولكل علم مهامه ودوره الذي يؤديه لخدمة المجتمع ولكن المجتمع يرفض تماماً تسليم عقله ووجدانه للفلسفة حتى تقوم بمهامها الأصعب كأن تعرفه بنفسه التي يبحث عنها في كل الارجاء بلا هوادة.
أصعب ما يمكن أن يقرأه الإنسان هو الفلسفة، هل هذا صحيح؟.
نعم حتى من نعتبرهم مولعين بها تجدهم يواجهون بعض الصعوبات وخاصة عندما يتعلق الامر بمؤلفات كبار المناطقة مثل كانط، هيجل ،وهوسرل ،وهيدغر ،ماركس،إلى سارتر وفرويد وغيرهم ولكن هذه الصعوبة هي بمثابة تمرين لتسلق الجبال الشاهقة والوقوف على قمة يغطى عليها الجليد وتهبط منها العواصف المنذرة لأشباه المتسلقين والمحفزة لمن يملكون إرادة قوية وآلة دماغية جبارة تمكنهم من رؤية العالم من أعاليهم الباردة بعد هدوء العاصفة وتدفق شلالات الضياء لإذابة الجليد عن عيونهم وعن كل شيء تقع عليه البصيرة.
بماذا تنصح من يريد قراءة الفلسفة وكيف يذلل صعابها ؟.
إلى كل من يريد الالتحاق بالركب عليه البدء بكتب التحقيب او التأريخ الفلسفية للحصول على تاريخ الفكرة وتطوراتها عبر العصور ومعرفة عناوين الكتب البارزة التي إعتصرت عصارة الفكر الفلسفي لتختصر له الجهد والزمن
ومن ثم أقرأ ما تحبه وتجد له تفسيرا موازيا في وجدانك والاهم من ذلك كله لابد من تكوين الرؤية النقدية والموقف الفلسفي الخاص بك ولاترهق نفسك بشطط الآراء المتباينة في هذا الحقل بمعنى أن تفكر أثناء القراءة مع المفكر وضده



إرسال التعليق