عزيز الدودو : سكان الفاشر لا يهتم بأمرهم قيادة الفرقة السادسة ولا مليشيات المشتركة. - صوت الوحدة

عزيز الدودو : سكان الفاشر لا يهتم بأمرهم قيادة الفرقة السادسة ولا مليشيات المشتركة.

كانوا مجرد دروع بشرية؛ فعندما اشتد الحصار، بدلاً من إخراج المدنيين، تم إخراج مليشيات البرهان وعناصر مليشيات ما يسمى بالقوات المشتركة إلى منطقة آمنة حسب ما ذكره البرهان بعد هروب قواته من المدينة، وتم ترك المواطنين لمصيرهم البائس.

استخدموا المواطنين دروع بشرية لمدة طويلة من الوقت، عانوا خلالها ألم الجوع وأعمال السخرة، من خلال إجبارهم على حفر الخنادق وردم السواتر الترابية في الدفاعات. كل هذه الأعمال أُجبروا عليها، وحُرموا أيضًا من مغادرة المدينة رغم المناشدات وفتح الممرات الآمنة التي أشرفت عليها قوات تحالف ” تأسيس” بواسطة عناصر كانت تابعة للحركات المسلحة على رأسهم “شوربا”، بالإضافة إلى قوات الطاهر حجر والهادي إدريس حكم الإقليم.

المواطنون دفعوا ثمنًا غاليًا في معركة الفاشر، وكانت خاتمة معاناتهم أسوأ حين هربت مليشيات البرهان والمشتركة وتركتهم في المواجهة المباشرة مع القوة المهاجمة.

المؤامرة كانت واضحة لإشعال الفتنة القبلية في الفاشر. منذ بداية المعركة شاهدنا كيف تم تصوير مشهد استشهاد القائد علي يعقوب والتمثيل بجثته بواسطة أشخاص يرتدون الزي المدني. الاستخبارات العسكرية كانت تعلم بأن مدينة الفاشر ساقطة لا محالة، لذلك كانوا يخططون للحظة ما بعد السقوط، حين يتذكر أفراد قوات الد’عم السر’يع ما حدث لقائدهم في ذلك المشهد المؤلم، وتبدأ رحلة الانتقام، ويقوم الإعلام المأجور بتصوير الحرب على أنها حرب قبلية لا علاقة لها بالمطالب السياسية.

الآن الفاشر تتعافى بعد إخراج مليشيات الحركة الإسلامية والمليشيات المتحالفة معها، وبدأت قوافل الإغاثة تدخل إلى المدينة الجريحة حاملة معها كل المستلزمات الطبية والغذائية، وبدأ المواطنون يستبشرون خيرًا بتحرير المدينة من مليشيات “دولة 56” وعملائها المجرمين.

بالأمس، تم ضرب قافلة إنسانية في طريقها إلى دارفور بواسطة طائرات مسيرة غادرة، أُطلقت من قاعدة برنيس المصرية، بهدف تعطيل عمليات الإغاثة وزيادة معاناة المواطنين في مدينة الفاشر. حتى بعد هروبهم المخزي، لم يتركوا المواطنين في حالهم، لكن مهما عملوا لن يستطيعوا إيقاف قاطرة التغيير، ولن نستسلم لهم حتى تحرير آخر شبر من أرض السودان.

إرسال التعليق

لقد فاتك