عاطف نواي : تصفيةابناء الإدارات الاهليه بين الامس واليوم – كوكو كبنقو – وجمعه سهل

لم تقف آلة العنف والحرب المركزيه يوما ما من التردد في قتل قادة الإدارات الاهليه وخاصة في مناطق الهامش العريض ، بمجرد انهم طالبوا بحقوق اهلهم في مناطقهم بشكل خاص و اهل السودان بشكل عام والاحداث تاريخيا كثيرة ، فقبل ايام استهدفوا بمسيرة بيت ناظر الحمر وبقدرة قادر نجا من محاولة الاغتيال باعجوبة .

فتاريخ الحكومات السودانيه فى استهداف النظار والعمد والسلاطين والمكوك في كردفان وجبال النوبة و دارفور وجنوب السودان المستقل من قبل استخبارات الجيش السوداني ، كانت مؤلم ومرير ، ليس لذنب اقترفوه ، غير انهم قالوا نريد مدرسه ومستشفي وكهرباء وماء نظيف والمشاركة في اتخاذ القرار .

في هذا المقال سوف اتناول نموذجين من التصفيات لابناء الإدارات االاهليه في غاية الاهميه تاريخيا ، التي تتمثل في نضالات المك كوكو كبنقو ، والناظر جمعه سهل ، لذلك كان ولابد لنا ان نتحدث عنها ، مع السرد ما حدث لهم و لابنائهم من تصفيات احدها ارتكبها الإنجليز في حالة ( كوكوكبنقو) والاخري ارتكبها البرهان وقد يقول قائل لماذا تقارن المستعمر الانجليزي با البرهان ؟ ماهو وجه الشبه بينهما ؟ وما علاقة الامس يا اليوم ؟ .

بكل بساطة إن طبيعة الاستعمار الإنجليزي اعتماد سياسة فرق تسد (Devid and rull) وبعد خروج الإنجليز اعتمدت كل حكومات المركز نفس السياسة في تصفيه الخصوم اي كما يقول دكتور ابكر اسماعيل ( خلع الإنجليز احذيتهم وخرجوا وجاء الجلابة لبسوا نفس الاحذية وبنفس السياسة ) لذلك بالنسبه لي لا يوجد فرق بين المستعمر والكمبرادور الذي خلفه المستعمر ( الجلابه) وكذلك تشابه الحدث بينهم فجميعهم ابناء إدارة اهليه وتصفيتهم جاءت من جلاد واحد هو المركز مع اختلاف الوسيلة المستخدمه ، ومن هنا سوف نبدا بكوكو كبنقو ، ثم جمعه سهل .

اولا :- المك كوكو كبنقو هو من النوبه لفوفة في منطقه الليري شرق بجبال النوبة ،وهو من اوئل السودانيين الذي قاموا بثورة ضدد الإنجليز وهو اول ثوري سوداني ضربه الإنجليز بالطيران في جبل لفوفة والزائر اليوم الي جبل لفوفة تجد اثار المعركة من دانات وزخيرة وسط جداول المياه وبين الحجارة والاشجار وكانها متحف طبيعي يترك في نفسك احساس يمتزج بين رائحة البارود والموت ودم الشهداء الذي اختلط برائحة الازهار والمياه ، وبعد هزيمة القائد كبنقو تم اسره و اعتقاله ونقل إلي الخرطوم وتم إعدامه في شرق النيل ومن هنا كان سر التسميه (حلة كوكو ) ، وبعد قيام الحرب في جنوب كردفان / جبال النوبه بين الجيش الشعبي والجيش الحكومي في يوم 6 شهر 6 /2011 بعد تنصل الحكومة عن اهم شروط اتفاقيه نيفاشا وتزوير الانتخابات لصالح الوالي احمد هارون والتي فاز بها فعليا نائبه القائد عبد العزيز الحلو بنسبه كبيرة ( وفق تقارير لمنظمات محليه و دوليه ) وبالتالي فشل تطبيق بند (المشورة الشعبيه ) قام المجرم احمد محمد هارون بإطلاق الرصاصه الاولي بتصريح قال فيه إنه سوف يحسم المعركة في 72 ساعة وعندما فشل في حسم المعركة ، استخدم سلاح التصفيات فقام بتصفيته ابناء المك كوكو كبنقو الثلاثه الذين كانوا اعضاء في تنظيم الحركة الشعبيه بطريقه جبانه ، في نفس الوقت الذي صفي فيه العميد احمد بحر هجانه بعد ربطه خلف كروزر وجره في شوارع كادقلي حيث اختلط الدم بالتراب والحجارة في منظر تقشعر منه الابدان .

ثانيا :- الناظر جمعه سهل يعتبر من الرموز الوطنيه الذين ساهموا في اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان ، و في اللحظه التي اصيب بها نواب الجلابه با الخوف والهلع من سطوة الإنجليز قام الناظر عبد الرحمن دبكه في اعلان الاستقلال من داخل البرلمان وظل المقترح معلق لانه يحتاج الي تثنيه فرفع الرجل الشجاع جمعه سهل يده عاليا مثنيا لمقترح دبكه وساعتها صدحة القاعة بالهتاف والتصفيق آذانا بعهد جديد وهو الاستقلال ، فهذه نبذه قليله عن ما جري والان وفي لحظات الحزن العميق اعاد التاريخ نفسه عقدا جديدا من النضال سطره ابناء سهل بنيلهم الشهادة غدرا من اجل الحريه ، مثلما سطره جدهم و جمعه سهل ايضا من اجل الحرية ، ولقد اثبت التاريخ إن ابناء العظماء دائما في خط المواجهة والنضال هم السباقون ، من اجل استعادة الحقوق المسلوبه ، نعم قدموا دماءا غاليه مع نفرا كريم من نظار واعيان قبيلة المجانين بمنطقه المزروب بلغ عددهم 23 فرد ولضرورة المقال اذكر منهم ناظر القبيلة سليمان جابر جمعه سهل – محمد ابراهيم جمعه سهل – بخاري ابراهيم جمعه سهل – فقيري ابراهيم جمعه سهل .

واخص با التعزيه الي الصديق البروف عادل جمعه سهل نائب امين العلاقات الخارجيه بتنظيم قمم ( لهم الرحمة والمغفرة ولكم الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون ربنا يصبركم ويصبر كل ابناء الهامش علي الفقد الجلل) .

فا المتابع للحدث وبعد التصفيه با دما بارد يجد إن بيانات الكيزان الاوباش كانوا ينكرون فعلتهم ويلصقونها بقوات الدعم بدلا من الاعتراف بها ، مما جعلني استحضر المثل السوداني (الشينه منكورة ) فالظلم ظلمات