رشا عوض تكتب : هل السودان قريب من السلام فعلا بواسطة الرباعية؟ - صوت الوحدة

رشا عوض تكتب : هل السودان قريب من السلام فعلا بواسطة الرباعية؟

لو كانت الرباعية جادة فعلا في فرض السلام فمن الراجح انها ستنجح في ذلك، فهناك تحركات على الارض تعزز هذه الفرضية ، مؤكد اي عاقل وصاحب ضمير حي لا يمكن ان يعارض السلام! نتمنى النجاح لاي جهد اقليمي ودولي يدفع نحو اطفاء هذا الحريق المشتعل في بلادنا منذ اكثر من عامين.
مؤكد لو نجحت مساعي الرباعية( امريكا، السعودية ، مصر، الامارات) ستتوقف الحرب على اساس تسوية سياسية ، السؤال هو هل ستضع التسوية المخطط لها السودان في مسار التحول الديمقراطي وفي حالة “القابلية للتغيير ” نحو مدنية الدولة بالكامل واعادة بناء المنظومة العسكرية والامنية على اسس جديدة وحل معضلة تعدد المليشيات واحتكار العنف بواسطة جيش مهني قومي واحد يلتزم باحترام سلطة حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا؟ ام سترهن التسوية المرتقبة السودان لثنائية عسكرية تقسم السلطة بين طرفي الحرب او احادية عسكرية تحت هيمنة الجيش وهو الخيار الذي تستميت مصر في فرضه على الرباعية؟
جرب السودان الثنائية العسكرية التي هيمنت على الانتقال وانتهت بالانقلاب في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١! وجرب الهيمنة الاحادية للجيش ومن ورائه الكيزان على البلاد بعد الانقلاب وانتهى ذلك بالحرب المدمرة الراهنة!
السلام المستدام يقتضي وضع البلاد في معادلة سياسية لا يهيمن عليها العسكر ولا تهيمن عليها الحركة الاسلامية التي كان وما زال وسيظل رهانها السياسي هو الحكم بالقوة العسكرية والقمع بواسطة الاجهزة الامنية وعدم التردد في اشعال الحروب وتأجيج الفتن القبلية والجهوية لو فقدت ما تظنه حقها المكتسب غير القابل للنقاش وهو احتكار السلطة!
ربما يكون السودان قريبا من ايقاف الحرب عبر ترتيبات ستقودها الرباعية دوافعها الامن والسلم الاقليمي والدولي!
ولكن هل السودان قريب من السلام المستدام وطي صفحة الحروب بشكل حاسم؟
هذا سؤال لن يجيب عليه سوى القوى الحية في الشعب السوداني، حتى الان السودان بعيد من استيفاء شروط السلام المستدام لان المشهد محتشد بالمليشيات المتعددة والمتنافسة على حيازة السلطة بالقوة! والسبب الاهم هو ان من يمتلكون القوة العسكرية لم يصدر منهم اي خطاب سياسي فيه نبرة اعتراف بالازمة وابداء الاستعداد لمعالجتها او حتى مجرد فتح الطريق لمعالجتها في المستقبل بمساومة تاريخية:
البرهان يتحدث عن ان القوات المسلحة قومية ومهنية ولا غبار عليها ويراها جديرة بان تفرض وصايتها على السياسة والاقتصاد وطبعا يطابق البرهان بين وصاية القوات المسلحة ووصايته هو شخصيا كحاكم بامره على السودان !
الكيزان كل يوم يزدادون بجاحة وفجورا في انكار دورهم في حريق البلاد بل يطالبون الشعب السوداني بالاعتذار لهم عن الثورة واعادة تتويجهم ملوكا بسبب حربهم على الد.عم السريع الذي صنعه نظامهم ولكي ينجحوا في محاربته صنعوا عشرات المليشيات!!
الد.عم السريع يتحدث عن الحكم المدني والديمقراطية بلسان المقال الذي يكذبه لسان الحال على الارض من انتهاكات! وعلى الارض هو مستميت في تثبيت اقدامه عسكريا في كردفان ودارفور لفرض نفسه على المشهد السياسي الذي يطبخ الان و لو وجد نفسه خارجه تماما سيتجه الى مزيد من التصعيد!
هناك مجهودات جبارة في فرض دكتاتوية عسكرية تقليدية على السودان في حين ان السودان غير مستوفي لاهم شرط من شروط الدكتاتورية العسكرية الناجحة وهو احتكار العنف المسلح بواسطة جيش واحد ملتف حول دكتاتور واحد!

إرسال التعليق

لقد فاتك