عزيز الدودو : تغييرٌ جوهري في خطاب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة السلام والوحدة
جميع الخطابات التي سبقت هذا الخطاب المهم كانت خطاباتٍ دعائية موجهةً للمقاتلين والمناصرين، تصب في إطار التعبئة والتأييد. لكن ما ذكره القائد “حميدتي” اليوم بخصوص المجلس الاستشاري والإدارة الأهلية هو خطاب دولة، ويُعد تحولاً محورياً في مسار الحرب والتأسيس للسودان الجديد في المرحلة المقبلة.
فالمجلس الاستشاري هو أضعف حلقة في مؤسسة الدعم السريع، ومعظم منتسبيه غير مؤهلين للقيام بالدور الاستشاري لمؤسسة كبيرة مثل الدعم السريع. لقد رأينا قدراتهم المتواضعة على القنوات الفضائية، فرغم عدالة القضية إلا أنهم لا يستطيعون وضع النقاط على الحروف في المقابلات الإعلامية، وكان أداؤهم باهتاً جداً. إنهم لا يملكون الخبرة ولا التأهيل الأكاديمي والمعرفة الكافية لاستيضاح الأمور.
بعد حل المجلس الاستشاري، نرجو من قيادة تحالف السودان التأسيسي أن تقوم بتكوين مكتب سياسي يمثل التحالف، ويكون له متحدث رسمي يتحدث باسم التحالف. ويا حبذا لو كان المتحدث من قيادات الحركة الشعبية المتمرسين في السياسة وفنون الخطابة والدبلوماسية.
المرحلة القادمة هي مرحلة البناء والتأسيس، لذلك لا بد من انتهاج سياسة صارمة ووضع خطط استراتيجية ذات طابع مؤسسي، بعيداً عن المحاباة والمجاملات والترضيات القبلية.
لقد انتهى دور القبيلة وجاء دور الدولة والقانون، وعلى كل حالم أو طامح في السلطة أن يثبت قدراته المعرفية والعملية بعيداً عن ناظر القبيلة والعلاقات الاجتماعية.


إرسال التعليق