عمار سعيد يكتب : الإرهاب الكيميائي في السودان: صرخة تحذير للمجتمع الدولي وللسودانيين
لم يعد الخطر في الخرطوم مقصورًا على صوت الرصاص والانفجارات، بل أصبح الهواء ذاته مسمومًا برائحة الموت الصامت. تقارير وشهادات متزايدة تؤكد أن العاصمة السودانية تشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية، في ظل إنكار رسمي مخزٍ من قادة الجيش وسلطة بورتسودان، الذين يدعون المواطنين للعودة إلى مدينة لم تعد صالحة للحياة.
إن استخدام السلاح الكيميائي ليس مجرد جريمة حرب، بل وصمة عار أخلاقية وسياسية لا تسقط بالتقادم. فالذين أنكروا استخدامه أسوأ من الذين ضغطوا على الزناد، لأن الإنكار يحرم الضحايا من العدالة ويعطي المجرمين غطاءً للاستمرار في جرائمهم. التاريخ سيسجل أن السلطة الانقلابية لم تكتفِ بقتل شعبها بالرصاص، بل دفعت به إلى مواجهة تلوث طويل الأمد سيمتد أثره لأجيال.
رسالة إلى المجتمع الدولي
على المجتمع الدولي أن يستوعب خطورة ما يجري في السودان اليوم. فالسلطة التي استباحت حياة مواطنيها بالأسلحة المحرمة، لن تتورع عن استخدامها ضد جيرانها أو حتى في صراعات إقليمية ودولية. الإرهاب الذي ينمو داخل جسد السلطة الانقلابية أخطر من داعش العراق والشام، لأنه يتغذى على فتاوى راديكالية ويملك أدوات دمار شامل تم تهريبها عبر غطاء إقليمي وبمعرفة أجهزة استخباراتية دولية.
إن مجرد الضغوط الدبلوماسية لن تكفي. المطلوب خطوات عملية عاجلة، تبدأ بفتح تحقيق دولي مستقل حول استخدام الأسلحة الكيميائية في الخرطوم ودارفور وكردفان، مرورًا بفرض عقوبات صارمة على القيادات المتورطة، وانتهاءً بآليات ردع تمنع تكرار هذه الجرائم. ترك السودان في هذه المرحلة يعني السماح لجرثومة الإرهاب بالتحول إلى سرطان إقليمي يهدد الأمن والسلم الدوليين.
رسالة إلى السودانيين
إلى أهل السودان، الحذر واجب. العودة إلى الخرطوم في ظل هذا التلوث تعني المخاطرة بأرواحكم وأرواح أبنائكم. لن تكون الحياة هناك ممكنة قبل صدور تقارير دولية متخصصة تكشف حجم الكارثة وتوصي بطرق العلاج والتطهير. الخرطوم التي عرفتموها بشارع النيل و”علايل أبروف” لم تعد موجودة، فقد صارت مدينة يسكنها شبح الموت.
خاتمة
إن ما يجري في السودان اليوم هو جرس إنذار للعالم أجمع: إذا لم يتم ردع هذا النظام ومن يقف وراءه، فإن استخدام الأسلحة الكيميائية لن يظل حبيس الخرطوم أو دارفور، بل سيتحول إلى تهديد عابر للحدود.
الوقت يداهم الجميع، ولا مجال للتردد. المطلوب الآن تحرك دولي سريع وحاسم، لحماية من تبقى من شعب السودان، ولمنع تكرار سيناريوهات أشد قتامة على المستوى الإقليمي والدولي.
إرسال التعليق