بشرى عبد الرحمن يكتب : جورج واشنطن وحميدتي: هل الكونفدرالية الأمريكية نموذج للسودان؟
تعد الكونفدرالية الأمريكية نموذجًا فريدًا نتج عن توحيد الأقاليم في أمريكا الشمالية بعد حرب التحرير ضد بريطانيا. هذا التوحد الطوعي لم يكن مجرد حدث سياسي، بل كان الأساس الذي بُني عليه الحلم الأمريكي، ووضع اللبنات الأولى لما أصبحت لاحقًا أقوى دولة في تاريخ البشرية.
في مراحل التأسيس التي تمر بها الأمم، ليس من الضروري “اختراع العجلة”. بدلاً من ذلك، يمكننا الاستفادة من النماذج التاريخية الناجحة التي واجهت تحديات مماثلة. إن تجربة الولايات المتحدة في بناء دولة قوية ومستقرة عبر الكونفدرالية تقدم دروسًا قيمة يمكن أن نتعلم منها.
في سياق السودان، الذي يتميز بفسيفساء ثقافية واجتماعية فريدة، يبدو البحث عن نموذج يحترم هذا التنوع ويحافظ عليه أمرًا حيويًا. هنا يبرز السؤال: هل يمكن أن تكون الكونفدرالية الأمريكية مصدر إلهام لبناء نموذج سوداني مشابه يضمن الوحدة والاستقرار؟
يمكننا أن نرى في جورج واشنطن رمزًا للقائد الملهم الذي قاد جيشه إلى النصر، وساهم بعد ذلك بحكمته في توحيد الأقاليم تحت مظلة الكونفدرالية، ووضع أسس الدساتير التي قامت عليها أمريكا. هذا النموذج القيادي الذي يجمع بين القوة العسكرية والحكمة السياسية يمكن أن يكون مثالًا يُحتذى به.
إن تجربة الكونفدرالية الأمريكية تقدم نموذجًا ناجحًا ومثبتًا يمكن أن نستلهم منه لبناء دولة قوية ومستقرة في السودان. من خلال التوافق الوطني والاحترام المتبادل والتفاوض العادل، يمكن للسودان أن يبني نموذجًا يحافظ على تنوعه الفريد ويضمن مستقبلًا مستقرًا ومزدهرًا لجميع أبنائه.
رقيق بيت السيف يصنع التاريخ
إرسال التعليق