بشرى عبد الرحمن يكتب : الإدارة المدنية - نظرة من الخارج، اختراق من الداخل - صوت الوحدة

بشرى عبد الرحمن يكتب : الإدارة المدنية – نظرة من الخارج، اختراق من الداخل

يا ناس، هلا هلا على الجد، والجد هلا هلا عليه. في البداية، ككاتب هذا المقال، أود أن أؤكد أنني لا أتواجد في مناطق الإدارة المدنية، ولكن هذا المقال هو تجربة نقدية للناظر من الخارج، شخص ينظر له من بعيد، للأمانة في النقد.

اليوم، الحمد لله، ورغم الفواجع، إلا أننا نرى سودانًا جديدًا يتقدم لبناء وطن يسع الجميع بلا انحيازات لفئة، وطن يعكس جوهر التنوع العرقي والعقدي. وطن يتكون في مرحلة لا تحتمل الخطأ مهما كان أو من كان. واليوم نرى اجتماع الإدارات المدنية التي تكونت في ظرف الحرب، تعمل على جرد حساب للفترة السابقة، فترة تم فيها جعل استحالة العيش ممكنًا لمجتمعات عانت من عنف الدولة، ورغم الأداء الذي قاموا به غير المشكورين عليه، فهو واجبهم تجاه إنسان تلك المناطق.

الملاحظة في هذه التجربة هي اختراقات الفلول، إذ كانوا من ذوي القربى أو صحبة تنظيم المؤتمر الوطني. وبطبيعة السوداني الذي يخلط ما بين الفعل العام والاجتماعي، فالملاحظة في هذا الاختراق أنه قد أدى إلى تعيينات مثّلت مصادر تجسس تمد بالمعلومات إلى جيش الفلول. ومع ظهور الصراعات بين الاستشارية وبعض الإعلاميين، يبدو أن مثل هذه التصعيدات ما هي إلا اختراقات أو تواطؤ مع ذوي القربى من الفلول.

الناظر إلى حساسية مرحلة التكوين هذه، يتعجب من التساهل في اختبار الشخصية في المجالس المدنية. ما إن تمر أيام، حتى نجد إحدى الإدارات المدنية في بورتسودان تعلن انسلاخها عبر مؤتمر صحفي. إذا كان هذا الفعل مرة وحيدة، يمكن فهمه على أنه مكايدة سياسية من بورتسودان، لكن ما إن تمر فترة ويتكرر هذا الأمر، يبقى هنا محتاجين وقفة، وبنظرة قوية فاحصة لهذه الإدارات، من غير مواربة أو مجاملة في أرواح المجتمعات.

إرسال التعليق

لقد فاتك