تاج الدين نصر يكتب : إقليم كردفان الكُبرى بين سرقة لسان الناس وغياب البناء القاعدي - صوت الوحدة

تاج الدين نصر يكتب : إقليم كردفان الكُبرى بين سرقة لسان الناس وغياب البناء القاعدي

كردفان هي تلك الأرض التي عُرفت بعفوية أهلها وكرمهم الفياض ،فهي تاريخياً كانت الشوكة التي قسمت ظهر المستعمر،فهي كانت النقطة التي إنطلقت منها معارك التحرير ،فإن كردفان كإقليم يزخر بالتنوع الثقافي والإثني والمناخي ،لذلك اليوم يجب أن يكون هذا التنوع هو المدخل لوحدة السودان وليس إستمراراً لذلك المرض العضال (التفتت) إنقسام كردفان الكُبرى الى عدة أقاليم هذا يعني ضِمنياً إستمرارنا وفشلنا في إدارة التنوع والخوف من صناعة المصير المشترك ،السؤال الذي يلوح في الأفق (إذا كان تحالف تأسيس لم يستطيع الحِفاظ على وحدة إقليم كردفان الكُبرى كإقليم موحد كيف له أن يستطيع الحِفاظ على وحدة السودان ككل في ظل هذا التشظي ؟)

فإن بلادنا اليوم هي أكثر حوجة الى الوحدة وليس الإنقسامات ،فإن وحدة إقليم كردفان الكُبرى هي المدخل لرتق النسيج الاجتماعي وتعزيز فرص العيش والمصير المشترك بين مكونات الإقليم ،فهي ستكون الطريق السليم لبناء سودان معافى ومدخل سليم للمصالحه الوطنية وتطيب الجراح بين المجتمعات السودانية لذلك على تأسيس اليوم أن تضع خيار وحدة السودان هي الأولوية القصوى في هذه المرحلة ،فإن تحقق هذا فقط كفانا من هذا التحالف أن نخرج بسودان موحد من هذه الحرب .

إن القضايا المصيرية لحياة الناس ومعاشهم وحقهم في صناعة الدستور ونظام حكمهم لا يجب أن يقرر فيها أشخاص محدين دون الرجوع الى أصحاب المصلحة الحقيقين ،فهذه السياسة هي التي أوردت الناس والبلاد موارد الهلاك فإن هذا السودان طيلة تاريخه ظلت النُخب الحاكمة هي التي تقرر نيابة عن الناس وهي التي تحدد مصيرهم، لذلك نحن اليوم نريد الشعوب أن تقرر مصير نفسها عبر فتح نقاشات معها كما ورد في روايات الطيب صالح على لسان أحد الفلاحين (يا مُحمد ما نكونو الفلاحين الفي الرادي دول أنحنا )
لذلك يجب أن يكون للفلاح والراعي والعامل والتاجر والنساء وجميع فئات المجتمع الحق في تقرير مصيرهم ونظام حياتهم وكيفية إدارة مواردهم

فغياب البناء القاعدي لفئاتنا الإجتماعية في إقليم كردفان الكُبرى جعلها بعيدة من دوائر إتخاذ القرار في تحالف السودان التأسيسي فبالتالي أضعف من فرص المشاركة فهذا إن دل فإنما يدل على غياب الأجسام السياسية والتحالفات ،والموجودة منها كتحالف قمم فهو يفتقر للقواعد ولايمتلك القدرة لتفعيل دور المجتمع المحلي عبر عملية فتح نقاشات حول قضاياهم وتحديد مصيرهم ،وأيضاً فإن تجربة اللجان المدنية في كردفان فهي ولدت جسد بلا روح . فكردفان اليوم بحوجه الي بناء أجسام ثورية تنبع من صلب المجتمع المحلي لتفتح حوارات ونقاشات في أواسط المجتمع لتعزيز دور المشاركة المجتمعية ،ويجب أن تكون هذا الأجسام مدنية (جمعيات ،منظمات ،أحزاب ،وغيرها) الغرض منها نقل الصراع الى فضاء مدني ولتكون لبنة لبناء مجتمع مدني حقيقي في الإقليم .

إرسال التعليق

لقد فاتك