بشرى عبدالرحمن يكتب : صمود تواطؤ ضد الثورة: كلاكيت ثاني مرة
فهم طبيعة سيطرة مؤسسات الدولة في منهجية تفكير صمود، وبالرجوع إلى التكوينات الاجتماعية المسيطرة على الفضاء العام بعملية استحواذ كلي قبل الثورة، والمنهج المتبع في توزيع المصالح بين معارضة مسيطرة على العمل المدني وارتباطها بجهاز الأمن وسلطة قابضة على مؤسسات الدولة، متخذة أيديولوجية الحزب الحاكم أيّاً كانت المرحلة.
هذا التكوين أنتج مفهوماً موحداً عند النخب بكل التكوينات منذ خروج المستعمر إلى يومنا هذا، قائماً على هندسة أحادية للمشهد والتفكير، تمثل المعارضة والحكومة وجهاز الأمن أدوات لتشكيل النموذج السوداني المتخيل.
المهادنة أو الترجي الذي يحدث من قيادات صمود تجاه تعنت بورتسودان يضع أمامنا الرؤية الحقيقية من جيش الإسلاميين. الملاحظ لحديث محمد الفكي بالأمس أو عمر الدقير في مغازلة بورتسودان، يدرك أن صمود ما هي إلا أداة لتعطيل العمل المدني حتى يُنجز لهم جيش الإسلاميين واقعاً يعيد التمكين النخبوي من مفاصل الدولة.
الملاحظة أن حزب المؤتمر السوداني أنتج ثلاث نُسخ للتعامل مع الواقع:
• نسخة بورتسودان: بقيادة الغوث ونور الدين، وهي العدائية الصريحة للتغيير.
• النسخة الثانية: بقيادة الدقير، وتعمل على هندسة الواقع من وراء حجاب متواجد في مصر.
• النسخة الثالثة: بقيادة خالد سلك، وتعمل على تعطيل المبادرة المدنية لكي تتمكن النسختان السابقتان من إنجاز تحول في المشهد، معتمدين على جيش الحركة الإسلامية.
بالنظر إلى حديث القيادات المكوّنة له، نجد بين الحين والآخر عملية مغازلة لسلطة بورتسودان. هذا يثير التساؤلات حول نوايا هذه القيادات ومدى جديتها في تحقيق التغيير الحقيقي.
وكأنّ الغرض من ثورة ١٣ ديسمبر كان سرقة أحلام الشعوب عبر عملية مهندسة من جهاز أمن السلطة. الملاحظة دائماً ما تُتناول في أدوات الإعلام النخبوية أن مدير جهاز الأمن السابق كان منسقاً مع قيادات قحت في ذاك الزمان.
يوضع سؤال هنا: القيادات المسيطرة على القرار في صمود، هل ترى هذا جيش دولة أم ذراعاً للميليشيات الإسلامية؟ وعندما يُقال “غير معترف بسلطة بورتسودان”، ما المقصود بعدم الاعتراف؟
في الختام: (أني أرى المؤتمر السوداني والاتحادي يأكلون سَلَطات في كورنيش بورتسودان).
إرسال التعليق