صلاح القويضي :الشعر الذي أعرفه وأقرؤه نابع من عمق المجتمع وحاضر فيه. - صوت الوحدة

صلاح القويضي :الشعر الذي أعرفه وأقرؤه نابع من عمق المجتمع وحاضر فيه.

حاوره:
محمد الحبيب يونس

مرحبا بك أستاذ صلاح محمد الحسن القويضي، بداية نريد بطاقة تعريفية عن سيرتك الذاتية والأدبية؟.
بيوغرافيا وبيبلوغرافيا مختصرة :

صلاح محمد الحسن عثمان (صلاح القويضي)
salahmasrawa@yahoo.com

الميلاد: 22 يوليو 1959م (مساوي)
المؤهلات الدراسية:
الشهادة الثانوية السودانية 1975م
دبلوم معهد تدريب معلمي المرحلة الابتدائية أثناء الخدمة– مدني (1980م)
دبلوم اللغة الفرنسية – الجزء الأول – جامعة ليون – فرنسا – 1994م
الدبلوم الأساسي في اللغة الفرنسية (DELF) المستوى الأول – وزارة التعليم الفرنسية – 1994م
الدبلوم الأساسي في اللغة الفرنسية (DELF) المستوى الثاني – وزارة التعليم الفرنسية – 1995م.
الدبلوم المتقدم في اللغة الفرنسية (DALF) – وزارة التعليم الفرنسية – 1994م
إجازة تعليم اللغة الفرنسية للناطقين بغيرها (PROF CLEF) – معهد اللغويات التطبيقية (CLA) – جامعة فرانش كونتيه – بيزانسون – فرنسا 1996م
الخبرة العملية:
مترجم مترجم فوري (عمل حر) منذ 2015م
مؤسس ومدير (دار اللغات للترجمة)، منذ 2016م
مترجم وكاتب بصحيفة The Citizen (2015م – 2016م)
مترجم وأستاذ لغة فرنسية بالمركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم (CCF) (1994م – 2014م)
مترجم بالقسم الدبلوماسي بسفارة فرنسا بالخرطوم (1998م – 2006م)
مترجم / محرر وراصد صحفي بالقسم الصحفي بسفارة فرنسا بالخرطوم (2006م – 2015م)
أستاذ لغة فرنسية بالرابطة الفرنسية (L’Alliance Française) بوادمدني (1993م – 1994م)
معلم ابتدائي – وزارة التربية والتعليم السودانية (1975م – 1998م)
الإساهمات الثقافية:
عضو رابطة الجزيرة للآداب والفنون (التأسيس الثاني) – مدني – ومسئول نادي السينما بها
ممثل ثم مخرج – فرقة عرفات المسرحية – مسرح الجزيرة بودمدني
عضو مجموعة (لمتنا كتاب)
عضو ملتقى المبدعين السودانيين
صحفي مسجل (محترف) – مجلس الصحافة والمطبوعات – منذ ٢٠٠١ م.
(محكم) جائزة (نيرفانا) دورة ٢٠٢٠م.
(محكم ) جائزة (الأستاذ شرف الدين) دورة ٢٠٢٢م
عضو مجلس أمناء جائزة الأستاذ شرف الدين.

الأعمال النقدية والترجمات:
أولًا: له عشرات من الأعمال المترجمة المنشورة ورقيًا منها على سبيل الذكر :
. ترجمة ديوان (محاولة لتسلق ظل الوردة) للشاعر يوصف الحبوب (عربي / فرنسي) (دار الدراويش – بلغاريا – 2020م)
. ترجمة قصة (موكب 6 إبريل) للروائية والقاصة Stella Gaitano (مجلة متحف الفن الحديث بنيويورك – 2020م)
. ترجمة رواية “إيقاع العودة” للروائي السوداني Awad Gebriel للغة الإنجليزية, دار نرتقي للنشر والتوزيع ٢٠٢١ م
. رؤية جمالية عن كتاب “حنين مبعثر” للشاب اليمني حميد الرقيمي (نشرها كاملة في الطبعة الثالثة من الكتاب) الصادرة عن دار مؤسسة “يسطرون” لطباعة وتوزيع الكتب – القاهرة 2-22م.

ثانيًا: له عدد كبير من الدراسات والمقالات النقدية والترجمات، المنشورة في صحف ومجلات ورقية ومواقع إلكترونية، منها على سبيل الذكر لا الحصر:

. ورقة نقدية من اربع أجزاء عن رواية (فربج المرر) للروائي حامد الناظر
. ورقة نقديةعن رواية (امي وحكايات المدينة عرب) للروائي محمد سيف الدولة

. ورقة نقدية عن (الاتبراوية، كهرمان الحجاج) للروائي عادل سعد يوسف.
. عدد من المقالات بصحيفة (الوجود المغاير)، بيت الشعر، عن قصيدة النثر وخصائصها
. قراءة نقدية في ديوان (منحدرات الكاكاو) للشاعر بحر الدين عبد الله

٢٠. ورقة نقدية من ثلاثة أجزاء عن (مسرحية مأساة الحلاج) للراحل صلاح عبد الصبور – إخراج الراحل ياسر عبد اللطيف.
. ورقة نقدية عن مسرحية (كراسة حساب) للصنايعي وليد الألفي. .

.أوراق نقدية في عدد الروايات.
. عدد من المقالات النقدية عن نصوص شعرية .

. مئات الترجمات لنصوص شعرية لعدد من الشاعرات والشعراء (من السودان ودول عربية أخرى)
. ترجمات لعدد مقدر من القصص القصيرة.

روايات:
. رواية (البتراء – كنداكة من هذا الزمان)، دار الريس للنشر والترجمة، ٢٠٢٥م.
. رواية (ما قبل الفرانكوني)، مخطوطة
..رواية (الفرانكوني)، مخطوطة.
. رواية (وجهها الآخر)، مخطوطة.
. رواية (نافورة بولية)، مخطوطة.

صلاح القويضي على غزارة كتاباته لم يطبع كتابا إلا في هذا العام، ما السبب؟.
عندي ٥ أعمال منشورة تجدها في السيرة المختصرة. كنت وما زلت أرى أن النشر الإلكتروني أوسع انتشارا من النشر الورقي. لذلك ركزت جهدي على النشر الإلكتروني.

هل هناك عقبات في السودان تواجه الكُتاب بشأن الطباعة؟.
اكيد هناك العديد من العقبات، اهمها الكلفة العالية للنشر، وبالتالي ارتفاع سعر الكتاب بحيث يصبح فوق طاقة أفراد الجمهور المستهدف.

صلاح القويضي أديب متعدد الحقول مترجم ،ناقد، وقصصي وشاعر، ما هو الحقل الأقرب إلى قلبك، ومن أين بدأت بالترجمة أو الشعر أو النقد أو السرد؟.
النقد هو المحال الأول الذي ولجته منذ بواكير الشباب. اذكر أنني قدمت دراسة عن قصيدة انشودة المطر للسياب وانا في الصف الثاني بالمرحلة الثانوية.
لكن الترجمة هي شغفي الأول منذ التسعينات. الحقيقة ان الترجمة تتيح لمن يمارسها فهما أعمق للنصوص، وبالتالي استمتاعا أعمق، قد لا يتوفران لغير المترجم.

لماذا لا نرى كتبا نقدية معاصرة محايثة لغزارة الانتاج الأدبي في السودان، فلدينا شعر وسرد كثير ولكن ليس هناك نقد ينقد يقيم هذا الانتاج تُرى ما السبب؟.
بالضبط. وذلك ما اردده دائما. فيما عدا مساهمات دكتور هاشم ميرغني وأستاذ عز الدين ميرغني وشيخنا عجب الفيها، تكاد المكتبة السودانية تخلو، مؤخرا، من كتاب متخصص في النقد، اذا استثنينا كتاب محمد خلف عن النص الروائي المفتوح عند الطيب صالح، والذي دشن مؤخرا بالقاهرة.

مترأيك في القصيدة السودانية المعاصرة هل استطاعت أن تتجاوز نفسه وما هو موقعها في خارطة الأدب العربي والعالمي؟.

نعم. قلت في عدة مناسبات ان القصيدة العربية، عمودية وتفعيلة وقصيدة نثر، تستعيد عافيتها والقها في السودان. اخص بالذكر مساهمات شعراء بيت الشعر بالخرطوم، خصوصا الشباب منهم.
كثيرون كثيرات منهم ومنهن تجاوزوا المحلية ليحلقوا في سماوات الوطن العربي، اخص بالذكر منهم الشاعرة المتفردة شيريهان الطيب وشيخنا أسامة تاج السر،وغيرهما

ترجم صلاح القويضي نصوصا من وإلى الفرنسية. تقيمك للأدب العربي وأثر الترجمة فيه. هل هناك حوار حقيقي بين أدبنا العربي والأدب العالمي أم نحن مجرد مستقبل فقط؟.
ترجمت مئات النصوص الشعرية من العربية للفرنسية الانجليزية. وقد لقيت انتشارا واسعا في فضاءات النشر الإلكتروني. تتبلور الان ملامح مشروع لتجميع تلك الترجمات في كتاب يقدم للعالم الناطق بالفرنسية والإنجليزية تجارب هؤلاء الشباب وغيرهم. نتمنى أن يرى النور قريبا.

بحسب معرفتك عن الأدب العالمي، هل هناك ترجمات للأدب العربي المعاصر في أوروبا وهل الأدب العربي مقروء هناك؟.
منذ موسم الهجرة للشمال، زادت براحات نشر ترجمات لروايات سودانية باللغة الفرنسية اخص منها بالذكر روايات بركة ساكن وزيادة حمور ومنصور الصويم. وباللغة الإنجليزية ستيللا غايتانو، ورانية مامون، وعوض جبريل.
على أن الحيز المتاح للأدب السوداني باللغات الأخرى ما زال غير متناسب مع حجمه الحقيقي وقيمته الفنية العالية.

حدثنا عن التحديات التي تواجه المترجم؟.
كثيرة هي التحديات التي تواجه المترجم. لعل اهمها ضيق فرص النشر للأعمال المترجمة.

هل يكون المترجم مجرد ناقل أم تظهر شخصيته في الترجمة؟.
هما مدرستان تصطرعان في ساحة الترجمة منذ قديم الزمان. غير ان عقيدتي في الترجمة هي قول المعلم انطوان دراقوييه (على المترجم ان لا يخون النص في لغته الأصلية وان لا يتجاهل خصائص اللغة الهدف.

الفرق بين الترجمة العلمية والأدبية وأيمها أصعب؟.
الترجمة العلمية ليست أسهل من الترجمة الأدبية لكنها تتميز بأن فهم النص الأصلي أسهل ومجال (التأويل) اضيق. أما الترجمة الأدبية، فتطرح على المترجم تحديات ضخمة، بدءً من إدراك مقاصد الكاتب، وحتى إيجاد المعادل في اللغة الهدف

لصلاح القويضي كتابات كثيرة حول القصيدة السودانية المعاصرة وشعر الشباب بالتحديد. هل كان يريد صلاح أن يؤرخ لهذه الحظة أم ماذا؟
ابدأ. كنت وما زلت احاول ان اجعل النص الحداثي وما بعد الحداثي يفلت من إسار المعايير والمقاييس النقدية البالية التي يحاول بعض النقاد ان يحاكموه بها.
الشعر الحداثي نشأ وتطور في واقع مختلف. من المفترض أن يُعمل النقاد الفكر في اكتشاف معايير ومقاييس جديدة تناسبه بدلا من محاولة حبسه في قنينة المقاييس والمعايير البالية التي تصلح لمحاكمة غيره لكنها لا تقبل ان تطبق على النص الحداثي وما بعد الحداثي. الأمر أشبه بمحاولة إلباس شخص ما حذاءً اضيق من مقاسه.

يروج البعض أن المسابقات نمطت القصيدة العربية وجعلتها متشابهة وقتلت الإبداع ما رأيك في هذا؟.
ليس هذا القول خطأً مطلقا. رغم الدور الذي تلعبه المسابقات في (حفز) الشعراء والشاعر، إلا اقتصار التنافس على كتاب القصيدة العمودية حد من فرص أنماط الشعر الأخرى.
كما أن شروط المسابقات، بتركيبة لجان التحكيم فيها، شروط قابضة لا تتيح فرصة لرواد التجديد.

ما السبب وراء غياب قصيدة التفعيلة والنثر في أغلب المسابقات وهل يؤثر هذا الإقصاء مستقبلا فيهما؟.
السبب واضح. فحتى وقت قريب لم تكن المؤسسات المهيمنة على الساحة الشعرية تعترف بقصيدة التفعيلة، ناهيك عن قصيدة النثر.
غير أن النص الشعري الحداثي قد وجد مجالا أوسع في النشر الإلكتروني. وهو فضاء أرحب وأكثر روادا. القصيدة المطبوعة ورقيا يقراها عشرات أو مئات، بينما قراء القصيدة المنشورة إلكترونيا يحسبون بالآلاف.

يقال إن السرد أفضى براحا من الشعر ويستطيع أن يجسد رؤية السارد بطريقة أوضح من الشعر إلى أي مدى تتفق أو تختلف مع هذا الكلام؟.
اتفق تماما. باختصار اقول ان قيود الشعر والكتابة الشعرية، (من إزاحة ووزن وقافية ومجاز وتشبيه… الخ) أكثر تكبيلا من قيود الكتابة السردية.

الشعراء السودانيون مظلمون إعلاميا ما مدى صحة هذا الكلام ؟.
لم يعد مفهوم الإعلام مقصورا على المنابر التقليدية من صحف إذاعة تلفاز. اتسع مفهوم الإعلام ليشمل المواقع والصحف والمجلات الإسفيرية. وبهذا الفهم اعتقد ان مفهوم (الظلم) نغسه قد تغير. أصبح الأمر الان كما يقول المثل السوداني (الحشاش يملأ شبكته)

الشعر أصبخ نخبوي وبعيد كل البعد عن عامة الناس فهو محصور فقط على فئة الأدباء والمثقفين يا ترى ما السبب في ذلك؟.
لا اظن ان الامر كذلك. اغلب ما تقرأه من شعر يلامس قضايا البسطاء اليومية يتناولها بأسلوب السهل الممتنع.
آخر نص ترجمته كان قصيدة (من بيت إيجار لبيت إيجار) للشاعرة السودانية امل عمر، هو ملحمة في سرد معاناة (المستأجرين)، لكن بأدوات ولغة شعرية رفيعة المحتوى. كما أن جمهور محبي الشعر يزداد عددا يوما بعد يوم.

وكيف نردم الهوة بين الشعر والناس حتى يصبح الشعر حاضر في المجتمع ؟.
الشعر الذي اعرفه واقرأه نابع من عمق المجتمع وحاضر فيه.

إرسال التعليق

لقد فاتك