يس محمد علي: بدأتُ مشواري بالقصائد الحماسية لكن الآن أميل للغزل. كان الشغف هو السبب في إمساكي بالقلم. - صوت الوحدة

يس محمد علي: بدأتُ مشواري بالقصائد الحماسية لكن الآن أميل للغزل. كان الشغف هو السبب في إمساكي بالقلم.

مرحبا بك الشاعر الشاب يس محمد علي في صحيفة صوت الوحدة؟.

مرحبا بك محمد الحبيب ومرحبا بجميع قراء صوت الوحدة.

بداية نريد نبذة تعريفية عن يس ؟.

يس محمد علي حسين علي
من مواليد جنوب كردفان محلية القوز منطقة الدبيبات بدأت تعليمي في مدرسة “أولاد يونس” بعدها انتقلنا للخرطوم وواصلت الدراسة في مدرسة “البروج” ودرست المرحلة الثانوية في “بشير محمد سعيد” كنت في مرحلة إمتحان الشهادة السودانيه إلا أن الحرب إندلعت مما أدى وتوقف الرحلة الأكاديمية.
شاركت في عدة محافل الأدبية وكنت عضوا في عدد من المنتديات الشعرية وثقافية أهمها منتدى بيت الشعر الخرطوم منتدى الثلاثاء.

متى بدأ يس كتابة الشعر وهناك كانت هناك عوامل نفسية وراء ذلك؟.

بدأت رحلتي في أواخر عام 2021 تزامناً مع اليوم العالمي للغة العربيه  كان الشغف هو السبب في إمساكي للقلم هو الملهم الحقيقي .

صف لنا بدايات والتحديات التي واجهتك ؟.

كانت بدايتي مرنة جد لم تواجهني صعوبة في العروض أو اللغه وذلك بسبب جلوسي في حلقات المديح مما رسخ البحور الشعرية في عقلي كانت الكتابة سهله بالنسبه لي وبسبب توفر مناخ أدبي قربي هذا زادني إصرار وحنكة.

أترى أن الشعر يمكن أن ينشأ بكثرة الاطلاع حتى إن لم تكن هناك موهبة؟.

يكمن أن ينشأ شاعر من الإطلاع ففي النهاية تترسخ الفكرة فيه فالكتابة بسيطة جداً لكن التألق صعب للغاية.

وامتدادا للسؤال السابق هناك فرق بين شعر الصنعة والطبع، فروق ملومسة وما مدى إيمانك بهذا التقسيم للشعر؟.

الفطرة أفضل من الإكتساب في كل المجالات وهي التي تصنع الفرق فالشاعر المتمرس يجيد الدخول لمشاعر القارئ لكن المجتهد تكون أفكارة صعبة الهضم
لا أنكر الإطلاع فهو مهم لتنمية الغريزة الشاعريه فالموهبة ايضا تحتاج للإطلاع حتى تتوسع رقعتها.

المطلع على شعرك يرى أن قصيدة التفعيلة لديك أكثر من العمودية هل هناك سبب وراء ذلك أم هي مجرد صدفة؟.

كما قلت آنفا أن الإطلاع يغذي الشاعريه فأنا أكثرت قراءة للتفعيلة وكنت أحبذها على العمودي لحريتها في التعبير لذلك سلك قلمي نهج التفعيلة أكثر من العمودي.

أكثر شعراء تأثر بهم يس؟.

محمود درويش هو أكثر شاعر قرأت له فهو كالأستاذ بالنسبة لي أجد قصائده معبرة وصادقة فالقراءة له كالتعبد لأن لغته ساحرة وجذابة لذلك أصبح الأقرب للغتي

أين يرى يس نفسه ؟.

أنا أرى أن التقييم متروك للقارئ ليس على الشاعر أن يقييم نفسه.

إلى أي المواضيع يميل يس ؟.

كنت قد بدأت مشواري بالقصائد الحماسية لكن الآن أميل للغزل أكثر من المعتاد كل كتاباتي أخذت منحنى غزلي .

نود أن نعرف طبيعة عملية الكتابة هل هي سلسة أم معقدة وهل تستغرق الكتابة فترة طويلة أم لا؟.

الكتابة لا تحصر في تجربة واحدة ففي بعض الأحيان تكون معقدة وسلسة أيضا لكن بالنسبة لي كانت السلاسة أكثر من التعقيد.

ليس تجارب في القصة القصيرة لماذا اتجهت لكتابة القصة ؟.

وهذا بسبب تأثري بالروايات ومحاولة لتجربة شكل أدبي آخر.

وهل هناك فرق في عملية التدفق الكتابي بين كتابة الشعر والقصة؟.

أجد الشعر أكثر سلاسة من القصة وأعزي ذلك للممارسة فأنا بدأت به لكن القصه أيضا لها جوٌ خاص والتعقيد فيها قد يكون في كلمة فقط .

يقال إن القصة أوسع وأكثر استيعابا للرؤى من الشعر ما ردك على ذلك؟.

القصة من هذه الناحية أفضل من الشعر تعطيك المجال لإيصال رؤيتك بصورة سهلة وبسيطة لكن الشعر يطرك للسير في تفعيلة او بحر معين وهذا يكبح الكتابة نوعاً ما.

هل كتب يس قصيدة في الحرب؟.

نعم كتبت عدة نصوص في الحرب ومساوئها.

يس نزح من الدبيبات إلى نيالا بسبب الحرب، واطئا أرضا بكرا بالنسبة له، هل أحس بأنه غريب هنا أو شعر بأنه بالفعل نازح خارج بلده ؟

في أول يوم لي كان ينتابني إحساس بالوحدة كأي شخص دخل بيئة جديدة لكن الآن أصبحتُ جزءا منها لأنها أرضي ووطني لا يمكن أن أكون غريباً فيها.

هل يمكنك إهداء قصيدة للقراء؟.

وردة سوداء

هلمي هلمي
ولا تدعي ذكرياتي
تفتش عن (أثِنا)
في الأولمبكْ
بذاكرة المرأة القاهرةْ

تعالي إليّ كريش
تطاير عند ذهاب
الحمام إلى وكر آخرٍ
لا عناكبَ تحرسه من عدو
على ثلجيَ الآن يسقط
جرم يفجره لسيول تشكل منحوتة في شباك الطبيعة
تغزو عقول فلاسفة الفن
تثقل كاهلهم بالغموضْ
أنا لا أراكِ
ولكنني لم أجد غيركِ
في تسرب غازات قلبي
من الكلمات الرفيعة من أغنيات يعدلها الخمرُ يبعث
ما خبأته رصانة ألحانها
عن مسامعنا الباليةْ
سهرت الليالي أخبئك
من خواطر عقلي نسيت
بأن الحروف تزيد غموضا إذا وضعت في خبايا النفوس
فأصبحت خمرا أحاول رشف قليل فأسكر قبل انتهاء العسل
يزيد مع الوقت
لا أستطيع شراب تراث من الحب في ليلة واحدةْ
لأني أقطف ورد البساتين
حبا الملمه باقةً
تتجلى ملامح منك
على ورده
ثم أصبح نحلا
أصفي الرحيق
ليصبح شهدا وأحميه
من نفسي العاشقةْ
أهذي طباع الحياة
بأن تأخذ الحب
ممن يراه صديقا
يقاسمه الشعر والذاكرةْ
هل أنت حي؟
يسآئلني في المرايا
صديق فيعرف
أني انعكاس يفتش
في نفسه عن هدوء
ولم يجد الآن بعد الجواب
ولست سوى شاعر
لم يرى قربه غير ذاك الحطام يحاول أن يستغل
مساحته في بناء جديد
لسيدة سوف تأتي
وترحل تاركةً خلفها
منزلا محتضر
سأكتب عما قريب
نشيدا المحبين
من لا يراهم معذبهم
في ضريح المواويل
حتى يكرس ثانية
للتأمل فيما تبقى
من الوجع المندثر
أهم من توارت حكايتهم
خلف نافذة الصبح
لم يدخل الضوء
حتى يعرفهم
ما البياض
وما هو ضوء الصباح
وها هو يوم جديدْ

حاوره: محمد الحبيب يونس

إرسال التعليق

لقد فاتك