حول جغرافيا المثلث
جغرافية المثلث
ينقسم المثلث إلى منطقتين:
- المنطقة الجنوبية: (مثلث الحدود السودانية – الليبية – التشادية).
- المنطقة الشمالية: (مثلث الحدود السودانية – الليبية – المصرية).
يقع مثلث الحدود الليبية–السودانية–التشادية على بُعد 382 كيلومترًا من مثلث الحدود المصرية–السودانية–الليبية. يمتد على طول خط الطول 25° شرقًا حتى يتقاطع مع خط العرض 20° شمالًا، ثم يتجه خط الحدود غربًا لمسافة 105 كيلومترات حتى نقطة التقاطع مع خط العرض 24° شرقًا، ثم يتجه جنوبًا لمسافة 56 كيلومترًا إلى نقطة تلاقي الحدود الثلاثية بين ليبيا وتشاد والسودان.
أُجري أول ترسيم للحدود بين الدول الثلاث عام 1925، بعد توقيع بريطانيا وإيطاليا معاهدة حدودية، حيث استُخدم خط عرض 22° شمالًا كنقطة بداية من الحدود مع مصر ويمتد غربًا حتى نهاية الحدود بين ليبيا الإيطالية وأفريقيا الاستوائية الفرنسية (الحدود الحديثة بين تشاد وليبيا). كانت تُعرف الزاوية الشمالية الغربية من السودان باسم “مثلث صرة”، إلى أن تم التنازل عنها لإيطاليا في 20 يوليو 1934. أعيد ترسيم الحدود في 7 يناير 1935، بعد معاهدة بين فرنسا وإيطاليا غيّرت الحدود جنوبًا (إنشاء قطاع أوزو)، لكن لم يتم التصديق عليها رسميًا، ولم تُنفذ.
نقطة التقاء الحدود الثلاثية تقع في ولاية شمال دارفور. وأقرب المناطق المأهولة إليها:
• واحة النخيلة: تبعد حوالي 250 كلم شرقًا.
• واحة العطرون: تبعد 311 كلم جنوب شرق المثلث.
• أقرب مدينة: الطينة، تبعد 511 كلم جنوبًا.
• كتم: تبعد 591 كلم.
• الفاشر (عاصمة الولاية): تبعد 675 كلم جنوبًا.
⸻
موارد المثلث
- مناجم الذهب
تنتشر في المنطقة العديد من المناجم الكبيرة التي تسود فيها أنشطة التعدين الأهلي، أبرزها:
كوري بوغودي، مسكي، منطقة 35، ومنجم 13.
هذه الأنشطة لا تعترف بالحدود السياسية بين الدول، وقد فشل الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر في فرض السيطرة عليها، بينما ظلت قوات الدعم السريع تسيطر على تجارة الذهب نظرًا لتأمينها لمناطق التعدين من عصابات الجريمة المنظمة.
قدّر الرئيس الراحل محمد إدريس دبي في فترة سابقة إنتاج هذه المنطقة بـ90 مليون دولار أسبوعيًا، وسعى لفرض سيطرة الدولة التشادية عليها، لكنه وُوجه بمقاومة من قبائل التبو المسيطرة على عمليات التهريب.
مع اندلاع الحرب وخروج عدد من الحركات المسلحة في دارفور عن الحياد، بدأت هذه الحركات تبحث عن مصادر تمويل، مما يفسر قرار قياداتها بإرسال قوات إلى المنطقة.
⸻
- التجارة الحدودية
المثلث بوابة تجارية ضخمة بين السودان، ليبيا، وتشاد. يتم عبره تبادل:
• المواد الغذائية
• المشتقات البترولية
• الذهب
⸻
كيف استفادت الحركات المسلحة من منطقة المثلث؟
أولاً: تجارة البشر والتهريب
بعد الحرب، قيدت السلطات الليبية دخول اللاجئين السودانيين بإغلاق منفذ العوينات، ونشرت عشرات الدوريات الصحراوية، وفرضت غرامات على سائقي المركبات تصل إلى 7 آلاف دينار ليبي (حوالي 1000 دولار أمريكي).
نتيجة لذلك، اتجه الناس إلى طريق المثلث الحدودي بين ليبيا وتشاد والسودان. تشير إحصاءات السلطات الليبية إلى أن 1500 شخص يعبرون يوميًا من السودان إلى ليبيا.
• يُجبر هؤلاء على دفع مبالغ طائلة لسائقي المركبات التابعة للحركات المسلحة.
• أما السائقون الذين لا يتبعون للحركات، فيدفعون إتاوات لعبور البوابات.
• تُفرض رسوم على:
• كل شخص مهرب.
• المركبات التي تهرّب بشرًا ولا تتبع الحركات.
• مكاتب التهريب التي هي في الأصل تابعة للحركات.
⸻
ثانيًا: التجارة الحدودية والذهب
تُعتبر هذه التجارة أكبر مصدر دخل للحركات المسلحة، إذ تتفوق إيراداتها على ميناء بورتسودان والمعابر المصرية مجتمعة.
• تدخل ما بين 100–150 شاحنة (25 طن) يوميًا إلى المثلث.
• رسوم الشاحنة الواحدة: 5 براميل جاز أو ما يعادلها نقدًا (500 ألف جنيه سوداني للبرميل).
• هذا يعني إيرادات يومية لا تقل عن 200–250 مليار جنيه سوداني.
• تُحصَّل أيضًا:
• رسوم شهرية تُقدّر بـ150 ألف عتب على كل محل.
• عدد المحلات لا يقل عن 500 محل، وقد يصل إلى 1000.
منطقة التنقيب عن الذهب تبدأ من 5 كيلومتر شمال المثلث، والإنتاج يفوق التوقعات، مما شكّل مصدر دخل هام للشباب من كردفان ودارفور والشمالية.
ولكن تم تقييد النشاط بعد أن رفضت “المشتركة” منح تصاريح لقبائل معينة بذريعة أمنية، في حين يُعتقد أن السبب الحقيقي هو التضييق. ثم قامت “المشتركة” بخطف ثلاثة ليبيين سابقين وطلبت فدية قدرها 300 ألف دينار ليبي لكل واحد.
وبسبب التوترات، تم إغلاق البوابة الليبية في الكفرة منذ شهرين.
⸻
التوقعات:
مع استلام قوات الدعم السريع للمثلث، يُتوقع أن تعود حركة البضائع والإيرادات، مما يفتح خط إمداد مهم لكردفان ودارفور، ويشكل ميناءً بريًا عالي الإيرادات للدولة الجديدة.
خاصةً مع اقتراب موسم الخريف، حيث تُغلق معظم الحدود بسبب التربة الطينية وغياب الطرق المعبدة، فيما تبقى أرض المثلث الرملية صالحة للحركة والنقل.
إرسال التعليق