تقدم كبير حول مقترح أمريكي لهدنة سودانية يمتد حتى تسعة أشهر قيد البحث في القاهرة
المصدر : راديو دبنقا
في إطار جهود دولية متواصلة لاحتواء النزاع في السودان، أعلن مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أبديا تجاوباً أولياً مع مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار، فيما تجري حالياً مناقشات تفصيلية حول آليات التنفيذ وضمانات الاستدامة، وسط تصاعد التحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في مناطق النزاع.
خيارات الهدنة
خلال لقاء صحفي عقده بولس في مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة يوم الاثنين، أوضح أن المقترح الأمريكي يتضمن خيارين رئيسيين لهدنة إنسانية، الأول يمتد لثلاثة أشهر والثاني لتسعة أشهر، مع التركيز على اتفاق تفصيلي يشمل آليات المراقبة والمتابعة والتنفيذ، إلى جانب الجوانب الفنية واللوجستية والتقنية وتنظيم خطوط الإمداد. وأكد أن هذه البنود تهدف إلى ضمان حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، في ظل استمرار العمليات العسكرية بين الطرفين.
بنود الوثيقة
كشفت قناة الشرق عن حصولها على نسخة من الورقة الأمريكية المقدمة إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي حملت عنوان “هيكل إعلان مبادئ لهدنة إنسانية على جميع التراب السوداني”. وتضمنت الوثيقة أربعة محاور رئيسية، أبرزها تحديد توقيت ومدة الهدنة، فصل القوات المتنازعة، ورصد الانتهاكات المحتملة، إلى جانب ضمانات لوصول آمن وغير مقيد للمساعدات الإنسانية. كما اقترحت الورقة إنشاء لجنة تنسيق داخل السودان لمتابعة تنفيذ الهدنة وتقديم تقارير دورية عن أي خروقات، مع التأكيد على احترام سيادة السودان ووحدته الوطنية.
مشاورات داخلية
أفادت مصادر مطلعة بأن مجلس الأمن والدفاع السوداني عقد اجتماعاً خاصاً لمناقشة المقترح الأمريكي بشأن الهدنة الإنسانية، بالتزامن مع مشاورات جارية مع الشركاء الإقليميين والدوليين حول سبل دعم الاتفاق بين الجيش وقوات الدعم السريع. ويأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه السودان تصعيداً ميدانياً في عدة مناطق، ما يضع ضغوطاً إضافية على الأطراف المعنية للتوصل إلى تفاهمات توقف القتال وتفتح المجال أمام جهود الإغاثة.
حوار استراتيجي
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن انعقاد جولة الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة يوم الأحد، تناولت ملفات أفريقية متعددة، من بينها الوضع في السودان. وترأس الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، فيما ترأس الجانب الأمريكي مسعد بولس، بحضور نائب وزير الخارجية الأمريكي مايكل ريجاس. وشملت المشاورات قضايا إقليمية مثل ليبيا، منطقة البحيرات العظمى، الساحل الأفريقي، القرن الأفريقي، إلى جانب ملف الأمن المائي المصري.
موقف القاهرة
صرّح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن المباحثات تناولت مستجدات الوضع في السودان، حيث أكد الوزير عبد العاطي أهمية توحيد الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف شامل لإطلاق النار، بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة. وشدد عبد العاطي على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان واستقراره، مشيراً إلى دور مصر في الآلية الرباعية المعنية بالملف السوداني، ودعمها المستمر لجهود التهدئة. كما دعا إلى تعزيز التنسيق مع منظمات الإغاثة لضمان وصول المساعدات، وإنشاء ممرات إنسانية باعتبارها أولوية قصوى في ظل تفاقم الأزمة.
دعم قطري
من جهة أخرى، كشف بولس عن عقد اجتماع مع وزير الدولة القطري الدكتور محمد الخليفي، تناول العنف المتصاعد في مدينة الفاشر والصراع الأوسع في السودان. وأكد الجانبان على ضرورة حماية المدنيين وتوسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية، مشيدين بالدور القطري في تسهيل الحوار ودعم تنفيذ اتفاق واشنطن للسلام. ويأتي هذا التنسيق ضمن جهود دولية متكاملة تهدف إلى احتواء الأزمة السودانية عبر مسارات سياسية وإنسانية متوازية



إرسال التعليق