السودان نيوز : لقاء البرهان وبوتين قبل قمة موسكو.. القاعدة البحرية الروسية تدخل مرحلة الحسم في السودان

في تصريحات نُشرت عبر صحيفة “إزفستيا” الروسية، أفاد سفير السودان لدى روسيا، محمد سراج، أن رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، سيعقد لقاءً ثانياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك قبيل انعقاد القمة العربية الروسية المقررة في الخامس عشر من أكتوبر الجاري. اللقاء المرتقب يأتي في سياق تنامي العلاقات الثنائية بين الخرطوم وموسكو، ويُتوقع أن يتناول ملفات استراتيجية ذات طابع أمني واقتصادي، في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه السودان.

قاعدة بحرية

السفير سراج كشف، وفق ما نقلته الصحيفة الروسية، أن مسألة إنشاء قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر في السودان ستكون ضمن جدول أعمال المباحثات بين الرئيسين. هذا الملف ظل محل اهتمام مشترك بين البلدين خلال السنوات الماضية، ويكتسب أهمية متزايدة في ظل التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر. ويُنظر إلى القاعدة البحرية كجزء من ترتيبات أمنية أوسع، تهدف إلى تعزيز الحضور الروسي في المنطقة، وتوسيع نطاق التعاون العسكري بين موسكو والخرطوم.

أولوية أمنية

من جانبه، أكد غريغوري لوكيانوف، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالجامعات الروسية، أن تطورات الصراع في السودان قد دفعت ملف الأمن إلى صدارة جدول الأعمال بين البلدين. وأوضح أن الأهمية الاستراتيجية للسودان لم تتراجع، بل ازدادت في ظل التحولات الإقليمية، مشيراً إلى أن التعاون بين موسكو والخرطوم لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يمتد إلى مجالات الاستثمار في البنية التحتية والتجارة. هذه التصريحات تعكس إدراكاً روسياً متزايداً لدور السودان في المعادلات الإقليمية، وتفتح الباب أمام شراكات اقتصادية طويلة الأمد.

استهداف ثقافي

وفي سياق مشاركته في المؤتمر العلمي الدولي الرابع للحضارة والثقافة السودانية، الذي انعقد بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية، أشار السفير سراج إلى أن الهجمات الممنهجة التي تشنها المليشيات على المواقع الأثرية والجامعات والمكتبات ودور الوثائق في السودان تمثل استهدافاً مباشراً للحضارة السودانية ومكونات الذاكرة الوطنية. واعتبر أن سرقة المقتنيات الثقافية والأثرية لا تُعد خسارة محلية فحسب، بل تمثل نزيفاً للتراث الإنساني العالمي، داعياً المجتمع الدولي إلى المساهمة في استعادتها وحمايتها من التدمير والنهب.

علاقات ثقافية

السفير السوداني تناول في كلمته خلال المؤتمر الإرث الحضاري المتنوع للسودان، والعلاقات الثقافية التي تربط بلاده بروسيا، مشيراً إلى أن المؤتمر العلمي الدولي الرابع للحضارة والثقافة السودانية يُعد الحدث الوحيد الذي يُنظم بشكل دوري في روسيا عن دولة من الشرق الأوسط. هذا التخصيص يعكس اهتماماً روسياً متزايداً بالثقافة السودانية، ويؤكد على أهمية البعد الثقافي في تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه البنية الثقافية في السودان نتيجة الحرب المستمرة.

تطور ثنائي

في المقابل، تحدث سفير روسيا لدى السودان، أندريه تشيرنوفول، عن تطور ملحوظ في العلاقات بين البلدين خلال المرحلة الراهنة، رغم ما وصفه بالصعوبات الموضوعية التي تواجه التعاون السياسي. وأشار إلى أن التنسيق بين موسكو والخرطوم في المحافل الدولية يشهد تقدماً ملموساً، وأن الطرفين يتبادلان الاستماع ويتفقان في معظم القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأعرب تشيرنوفول عن تفاؤله بأن القمة الروسية العربية المقبلة، التي ستُعقد في موسكو خلال أكتوبر، ستمنح دفعة جديدة للشراكة بين السودان وروسيا، وتفتح آفاقاً أوسع للتعاون في مختلف المجالات.