خريطة الرباعية لحل أزمة السودان تدخل مرحلة التنفيذ من شقين - صوت الوحدة

خريطة الرباعية لحل أزمة السودان تدخل مرحلة التنفيذ من شقين

المصدر : الراكوبة

في إطار جهود دبلوماسية متقدمة لدفع عملية السلام في السودان، بدأ مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأميركي لشؤون أفريقيا، سلسلة من التحركات الهادفة إلى دعم تنفيذ خريطة الطريق التي وضعتها الرباعية الدولية، والتي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. وشملت هذه التحركات زيارة رسمية إلى إثيوبيا الأسبوع الماضي، حيث أجرى بولس مشاورات موسعة مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، ناقش خلالها رؤية الرباعية بشأن تسوية النزاع السوداني، وسبل التنسيق مع الأطراف الإقليمية المعنية.

تنسيق إقليمي

وأوضح بولس أن اللقاءات التي أجراها في أديس أبابا جاءت في سياق تنسيق الجهود بين الرباعية الدولية والاتحاد الأفريقي، إلى جانب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد”، وذلك بهدف تفعيل خريطة الطريق المقترحة من قبل الرباعية، وتحقيق نتائج ملموسة تدعم خطة الحل وفق جداول زمنية محددة. هذه الخطوات تأتي في ظل تصاعد الحاجة إلى تحرك دولي منسق يضع حداً للحرب المستمرة في السودان، ويؤسس لمسار تفاوضي شامل بين الأطراف المتنازعة.

دعم أفريقي

وبحسب ما أفاد به دبلوماسيون وخبراء، فإن مهمة بولس تتطلب بالضرورة إجراء زيارات مباشرة أو اتصالات مكثفة مع الدول الأفريقية ذات التأثير في الملف السوداني، ومن المرجح أن تشمل هذه المشاورات دولاً مثل كينيا وجنوب أفريقيا وتشاد، بالإضافة إلى الدول الأفريقية غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. الهدف من هذه التحركات هو حشد الدعم والتأييد للقرارات التي يمكن أن تصدر عن الاتحاد الأفريقي بشأن الأزمة السودانية، وتعزيز فرص نجاح المبادرة الدولية.

أهمية التوقيت

دبلوماسي سوداني سابق وصف هذه التحركات بأنها بالغة الأهمية من حيث التوقيت، بالنظر إلى ما يمكن أن تفضي إليه من نتائج عملية في دعم تنفيذ خريطة الطريق التي طرحتها الرباعية الدولية. وأشار إلى أن واشنطن أظهرت جدية واضحة في سعيها لوقف الحرب، من خلال جهودها الأخيرة لتوحيد مواقف الدول الأعضاء في الرباعية، التي كانت متباينة في رؤيتها للصراع، نحو صيغة موحدة تعكس المصالح المشتركة والمخاوف الإقليمية من تداعيات الحرب.

شراكة ضرورية

وأضاف الدبلوماسي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الولايات المتحدة وشركاءها في الرباعية يدركون أن أي مبادرة للتسوية لن تنجح دون شراكة فاعلة مع الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد، مشيراً إلى أن المنظمتين سبق أن انضمتا إلى منبر جدة في أكتوبر 2023، لتسهيل المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذا التنسيق الإقليمي والدولي يُعد عنصراً محورياً في بناء مسار تفاوضي متماسك يفضي إلى حل دائم.

بنود الخريطة

وتنص خريطة الطريق التي اقترحتها الرباعية الدولية على إعلان هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يتم تطويرها لاحقاً إلى وقف دائم لإطلاق النار، يليها بدء حوار سياسي شامل بين الأطراف السودانية، ينتهي بتشكيل حكومة مدنية مستقلة تحظى بشرعية واسعة. وتحدد الخطة سقفاً زمنياً لا يتجاوز تسعة أشهر لإنجاز هذه المراحل، في محاولة لتجاوز حالة الجمود السياسي والعسكري، وفتح الطريق أمام استعادة الاستقرار في السودان. هذه الخريطة تمثل رؤية متكاملة تتضمن شقين متوازيين، أحدهما عسكري والآخر سياسي، لضمان معالجة الأزمة من جذورها.

إرسال التعليق

لقد فاتك