وفق مصدر الشرق : تحالف «صمود» السوداني يرفض دعوة «الاتحاد الأفريقي» للحوار - صوت الوحدة

وفق مصدر الشرق : تحالف «صمود» السوداني يرفض دعوة «الاتحاد الأفريقي» للحوار

دعا «التحالف المدني الديمقراطي (صمود)»، المناوئ للحرب في السودان، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، إلى إرجاء المشاورات السياسية التي دعا إليها «الاتحاد الأفريقي»، والمقرر إجراؤها في الفترة من 6 إلى 10 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بمقر «الاتحاد الأفريقي» بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة هيئة «إيغاد» والجامعة العربية، والأمم المتحدة.

وقالت مصادر من تحالف «صمود» لـ«الشرق الأوسط» إن التحالف أبلغ «الاتحاد الأفريقي» رفضه المشاركة في تلك المشاورات بشكلها الحالي، وعدّها «عملية متسرعة تكرس لواقع الانقسام؛ لأنها تمت من دون مشاورات».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الممثل السامي لمبادرة «إسكات البنادق» في «الاتحاد الأفريقي»، محمد بن شمباس، وجه في 12 سبتمبر (أيلول) الحالي، أي بعد يوم واحد من بيان «الآلية الرباعية» بشأن الأزمة السودانية، دعوة إلى تحالف «صمود» لمشاورات سياسية، تشارك فيها كل القوى السياسية والمدنية، في حوار مدني شامل يفضي إلى انتقال ديمقراطي بقيادة حكومة مدنية. وتضم «الآلية الرباعية» كلاً من: السعودية وأميركا والإمارات ومصر.

وتستهدف مبادرة المشاورات، وفق ما جاء في الدعوة، توحيد الرؤى بشأن الأزمة السودانية، وبحث القضايا الأساسية المتعلقة بشكل الحكم في المرحلة الانتقالية بعد وقف الحرب.

وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط» إن تحالف «صمود» يرى أن مبادرة «الرباعية» خلقت واقعاً جديداً مبشراً، وإن دعوة «الاتحاد الأفريقي» بشكلها الحالي ستخلق مسارات موازية لما جاء في بيان «الرباعية»، خصوصاً أنها حددت هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر.

وأضاف: «الوضع أصبح لا يحتمل، فالدعوة إلى حوار غير ناجح تؤثر على مسار الهدنة، والمطلوب الآن هو الضغط على الأطراف المتحاربة لتوقيعها على ما جاء في بيان (الرباعية)».

وشدد «التحالف» على ضرورة أن تسبق الحوار عملية تشاور واسعة، تتضمن تكوين لجنة تحضيرية من جميع الأطراف، للتوافق على أجندة الحوار وأطرافه. ودعا «صمود» إلى مراعاة الأمر الواقع في البلاد. وأوضح المصدر أن «هناك انقساماً في البلاد وهو أمر واقع؛ لذلك يجب أن تضع العملية السياسية هذا الواقع في الحسبان، وأي تصنيف لا يقر بهذه الحقيقة يرسخ تقسيم السودان فعلياً على الأرض».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن «الاتحاد الأفريقي» لم يوجه الدعوة إلى تحالف «تأسيس» المدني الموالي لـ«قوات الدعم السريع» للمشاركة في المشاورات السياسية؛ مما يزيد من تعقيد الأزمة ويكرس الانقسام. وقال المصدر: «أي حوار يستبعد أطرافاً رئيسية في الصراع لن يكون قادراً على إنتاج تسوية سياسية حقيقية».

أولوية الهدنة الإنسانية

وطالب «صمود» بتأجيل الاجتماع لمزيد من المشاورات، وتركيز الجهود أولاً على الهدنة الإنسانية وتوصيل المساعدات للمواطنين الأشد تضرراً. وأوضح المصدر أن «الظروف الحالية لا تسمح بإطلاق عملية سياسية في ظل الأزمة الإنسانية الخانقة التي تعيشها البلاد. أي عملية سياسية متعجلة ستعرقل فرص وقف إطلاق النار».

ووفقاً للمصدر، فإن جلسة المشاورات، وبالشكل الذي نظمت به، تخل بالتوازن في التمثيل والمشاركة، لمصلحة التحالف المؤيد للجيش، وتعكس «اختلالاً كبيراً يقوّض فكرة الشمول، ويهمّش القوى المدنية المستقلة».

وأكد «التحالف» أن معاناة السودانيين تتطلب استجابة إنسانية عاجلة «تضع إنقاذ الأرواح فوق أي أجندة سياسية»، مجدداً رفضه الانخراط في العملية السياسية بالشكل المقترح من قبل «الاتحاد الأفريقي».

وكان «الاتحاد الأفريقي» وهيئة «إيغاد» قد رحبا بمبادرة «الرباعية» التي أُعلنت في 11 سبتمبر (أيلول)، وعدّاها «خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب وتعزيز مسار السلام» في السودان.

وتبعاً لذلك، أعلنا إطلاق جولة جديدة من المشاورات، مقررة في أكتوبر المقبل؛ من أجل توسيع قاعدة التفاهم الوطني وتهيئة الأرضية لحوار سوداني – سوداني شامل، يمهد لانتقال سياسي نحو نظام دستوري.

الجماعات المتطرفة

ونصت مبادرة «الرباعية» على التمسك بوحدة الدولة السودانية واستقلاليتها وسيادتها، ورفض الحل العسكري للصراع، وإيجاد حل سياسي للأزمة، وهدنة إنسانية لـ3 أشهر، وإطلاق عملية انتقال سياسي سلمي للسلطة لمدة 9 أشهر، تُفضي إلى حكومة مدنية شرعية تحصل على ثقة واسعة بين السودانيين.

ودعت المبادرة بوضوح إلى إبعاد الجماعات المتطرفة عن صياغة المستقبل السياسي في السودان، وحددت خصوصاً تيار الإسلام السياسي الذي كان مهيمناً على السلطة في العهد السابق، ورفضت التدخلات الإقليمية الساعية لتأجيج الصراع أو تغذيته عسكرياً.

والخميس الماضي، أجرى مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون أفريقيا، مباحثات مع قادة «الاتحاد الأفريقي» في أديس أبابا، أكد فيها أن «(الرباعية) منصة داعمة للمبادرات الأخرى، وليست بديلاً عنها»، وشدد على دور «الاتحاد الأفريقي» بوصفه «لا يزال طرفاً أساسياً في جهود حل الأزمة السودانية».

وقال بولس إن نجاح المبادرة يعتمد على التنفيذ العملي، وإن «القرار النهائي يجب أن ينبع من إرادة السودانيين، على أن يقتصر دور المجتمع الدولي على تقديم الدعم والمساندة».

بدوره، أكد محمود علي يوسف، رئيس مفوضية «الاتحاد الأفريقي»، على بذل الجهود ومواصلتها لمعالجة الأزمة السودانية من خلال مسار موازٍ للمبادرات الأخرى. لكن تيارات سياسية سودانية تشكك في حياد مفوضية «الاتحاد الأفريقي»، وتتهمه بالانحياز إلى الجيش. وقال المصدر: «(الاتحاد الأفريقي) يسعى إلى تفريغ مبادرة (الرباعية) من محتواها، لمصلحة تيار الإسلاميين، رغم النص بصراحة على إبعادهم»

إرسال التعليق

لقد فاتك