محمد الحبيب يونس يكتب : الثقافات الشعبية وصورها الأدبية - صوت الوحدة

محمد الحبيب يونس يكتب : الثقافات الشعبية وصورها الأدبية

للثقافة المحلية صدى قوي في السرد القصصي الشعبي، فكثيراً ما تجسد أحاجي الجدةِ التراثَ والمعتقداتِ الشعبية والخرافاتِ والقصصَ الأسطورية، وتحمل في حكاياتها مشاهدَ يتمظهر من خلالها التاريخُ الأسطوري والموروثُ الشعبي في جميع جوانبه الأدبية والفكرية. فصوتُ الجدة مرآةٌ صادقةٌ لوعي الإنسان البدائي الأول وتساؤلاته حول الكون وأسراره؛ فالأساطيرُ الشعبية دائماً ما تحاول الإجابة عن أسئلةٍ عُليا وخفايا الكون والإنسان، وما يؤرقه من أسئلة. فهي تحاول الإجابة، لكن ليس بطريقة علمية، بل بطريقة درامية أدبية مُسلية، تأخذ المتلقي وتُطوِّف به ممالكَ ما ورائية يستنشق فيها هواء الدهشة الأولى، وتساؤلاتِ الإنسانِ وحيرتَه الأولى النقية، المجردة من كل صبغة مذهبية أو توجه فكري، حيث الدهشةُ العاريةُ من كلّ شيءٍ سوى الفضولِ الآدميّ.

الليلُ هو زمنُ الأحاجي والحكاياتِ التي يُمليها الكبارُ على الصغار لأجل التربية والإمتاع معاً. فكثيراً ما يتجمع الأهل ليلاً لكبيرهم، ويجمعون ما يتناثر من مواعظَ، وصايا، وحِكَمٍ صقلتها التجارب، ويسترسلون مع كلامه ذاهبين به إلى أقاصي عالم الأساطير.

أما في الشعر، فتتّخذ الثقافةُ الشعبية مكاناً أصغر حجماً مقارنةً بالأدب القصصي، وذلك يعود لطبيعة الشعر وصرامة قوانينه، ولكن مع هذا يمكننا أن نجد ظلاً للعادات والثقافات المحلية في الشعر الشعبي، ولكنها أقل مقارنة بالسرد

إرسال التعليق

لقد فاتك