عزيز الدودو يكتب : تركيا والبرهان: إسقاط طائرة "أقنجي" وكشف خيوط الخيانة التاريخية - صوت الوحدة

عزيز الدودو يكتب : تركيا والبرهان: إسقاط طائرة “أقنجي” وكشف خيوط الخيانة التاريخية

تمكنت قوات الدعم السريع من تحقيق نصر استراتيجي بإسقاطها طائرة مسيرة تركية متطورة من طراز “أقنجي” (Akıncı) في سماء الفاشر، وهي طائرة تُعد من أحدث ما أنتجته الصناعات العسكرية التركية، مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والرادارات الدقيقة، وقادرة على تنفيذ عمليات قتالية واستطلاعية بعيدة المدى. هذا الإسقاط ليس مجرد انتصار عسكري مؤقت، بل هو كشفٌ آخر لخيوط الدعم التركي المشبوه لمليشيات البرهان، والذي يعيد إلى الأذهان تاريخاً أسود من التعاون بين الخونة المحليين والمحتل الأجنبي.

لطالما مثَّلت الطائرات التركية عاملاً حاسماً في إطالة أمد الصراع، حيث استخدمها الجيش بكثافة لضرب المدنيين وتغيير موازين المعركة في مناطق حيوية مثل الخرطوم والجزيرة. لكن إسقاط “الأقنجي” اليوم يؤكد أن قدرات الدفاع الجوي للدعم السريع تتطور بسرعة، مما يهدد حسابات النظام الانقلابي في بورتسودان، الذي كان يعوِّل على الدعم الخارجي بعد انكفاء إيران بسبب الضربات الإسرائيلية التي شلّت قدراتها.

والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا تصر تركيا على خرق التحذيرات الدولية وتمويل طرفٍ في الصراع السوداني؟ الجواب يكمن في تاريخها الاستعماري القديم. فتركيا، التي تدعي اليوم “الأخوة الإسلامية”، هي نفسها التي غزت السودان يوماً تحت راية الخديوي محمد علي، مستخدمةً كل أدوات القمع والاستغلال. لكنها اصطدمت بإرادة الشعب السوداني، الذي هزم جيوشها المدججة بأحدث الأسلحة بقيادة الأبطال أمثال عبدالله التعايشي.

اليوم، يعيد التاريخ نفسه، حيث تقف تركيا مرة أخرى خلف عملائها من بقايا النظام البائد، بينما يقف السودانيون صفاً واحداً ضد المحتل ومَنْ يُمهدون له الطريق.

الغريب أن أنقرة تتجاهل دروس الماضي، فكما خسرت إمبراطوريتها ذات يوم بسبب غرورها، فإنها تخاطر اليوم بمصالحها الاقتصادية والعسكرية. فإسقاط طائراتها المتطورة لن يُضعف ثقة الدول الأخرى بمنتجاتها فحسب، بل قد يعرّضها لعقوبات دولية بسبب انتهاكها حظر توريد الأسلحة لأطراف النزاع. لكن يبدو أن العقلية العثمانية القديمة ما زالت تسيطر على القرار التركي، فبدلاً من مراجعة التاريخ، تكرر نفس الأخطاء.

ختاماً، رسالتنا لأنقرة وعملائها واضحة: لن تنجحوا كما فشل أسلافكم. فالشعب السوداني، الذي هزم المستعمر التركي بالأمس، قادر على هزيمتكم اليوم. والخونة الذين وقفوا مع المحتل قديماً، لن يُكتب لهم النصر اليوم. فالتاريخ لا يرحم، وما أشبه الليلة بالبارحة!

إرسال التعليق

لقد فاتك