العقلية العقيمة للحركة الإسلامية واستراتيجياتها المدمّرة في الحرب
ُعدّ الحركة الإسلامية في السودان واحدة من القوى السياسية التي لعبت دورًا محوريًّا في تاريخ البلاد الحديث، ومع ذلك، فإن العقلية العقيمة التي اتبعتها، بالإضافة إلى الاستراتيجيات المنحطة التي اعتمدتها في سياق الحرب، قد أدّت إلى انهيار العلاقات الإنسانية والاجتماعية. فنحن، على مرأى ومسمع، شهدنا كيف استخدمت الإعلام لتشويه المكونات الاجتماعية، فضلًا عن الانتهاكات التي ارتُكبت بحق الشعب السوداني.
تشكلت الحركة الإسلامية في السودان في أواخر السبعينيات، وبرزت بشكل خاص خلال فترة حكم عمر البشير. وقد ساهمت في إدخال قوانين صارمة، مثل قوانين الشريعة الإسلامية، التي كانت لها آثار سلبية على المجتمع. فقد استخدمت الحركة الدين كوسيلة لتبرير سياساتها القمعية، مما أدّى إلى تهميش العديد من القبائل والمكونات الاجتماعية.
الاستراتيجيات المنحطة
تجلّى استخدام الحركة الإسلامية لاستراتيجيات قبلية وجهوية في سياق الحرب، خاصةً منذ اندلاعها في 15 أبريل 2023، إذ اعتمدت على تقسيم المجتمع إلى فئات متناحرة، مستفيدة من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة. هذا الانقسام ساعد في تعزيز قوتها، لكنه أضرّ بشكل كبير بالنسيج الاجتماعي للبلاد.
كما استخدمت الحركة الإسلامية الإعلام كأداة لتشويه سمعة القبائل والمكونات الاجتماعية، حيث وُجّهت اتهامات ضد بعض القبائل بأنها “حواضن للدعم السريع”، وتم إذلالها، مما أوضح مدى حدة الكراهية والعنصرية والمناطقية، وتشجيع خطابات الكراهية من قِبل هذا النظام. وقد هدفت هذه الحملات الإعلامية إلى تبرير الانتهاكات التي ارتكبتها القوات المسلحة، بما في ذلك الهجمات العشوائية والتهجير القسري.
إن تاريخ الحركة الإسلامية في السودان مشحون بالانتهاكات الإنسانية؛ فقد تم استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وفُرضت قوانين قاسية تضمنت الاعتقال التعسفي والتعذيب. هذه السياسات لم تقتصر على فترات الحرب فقط، بل كانت جزءًا من استراتيجية شاملة لتركيع المجتمع السوداني وزرع الخوف في نفوس المواطنين.
يظهر بوضوح أن التحول الديمقراطي هو الحل الأمثل للخروج من دوّامة العنف والاستبداد. وإن تحقيق الديمقراطية يتطلّب تجاوز العقلية العقيمة التي تمثلها الحركة الإسلامية، وبناء دولة تحترم حقوق الإنسان وتضمن العدالة الاجتماعية. يجب على الشعب السوداني أن يتوحد في مواجهة التحديات، ويعمل من أجل بناء مستقبل أفضل.
إن العقلية العقيمة للحركة الإسلامية، واستراتيجياتها المدمّرة في الحرب، تعكس فشلًا ذريعًا في تحقيق الأهداف الوطنية. ويتطلب المستقبل رغبة حقيقية في التحول الديمقراطي، وتجاوز الانقسامات القبلية والجهوية. فقط من خلال الوحدة والعدالة، يمكن للسودان أن يستعيد عافيته، ويحقق السلام المنشود.
إرسال التعليق