حرب الوجود : صراع الهوية و العدالة في السودان
حرب الوجود: صراع الهوية والعدالة في السودان
وأنا أكتب عنوان هذا المقال، تذكرت ذاك الذي أطلق عليه في الوسائط الإعلامية اسم “حرب ضرورة تمكينية عقدية”. وهنا أقول: إنها في الأصل حرب وجود يخوضها الشعب السوداني من أجل بناء دولة جديدة، تقوم على العدالة والحرية والمواطنة.
إنها حرب وجود لانتزاع حقوق الشعوب في الحياة، حين كانت الامتيازات التاريخية حكرًا على فئات محدودة. حرب وجود حين كانت الخرطوم تسهر ليالي الفرح، بينما أطراف البلاد تئن بالحروب.
الفلول والانتهازية
تظهر انتهازية الفلول بشكل واضح، إذ يستخدمون خطابًا يستند إلى رافعات قبلية وطائفية في محاولة للسطو على الدولة من جديد، وتأجيج الصراعات والفتن المجتمعية.
يستخدمون في ذلك ما نسميه نحن بـ”الفلنقاي” – أدوات العنف والتخريب تحت غطاء زائف من الهوية والانتماء.
الدولة القديمة والهدم
الدولة السودانية الحالية تعاني من مشاكل هيكلية عميقة؛ إنها أشبه بـ”هدمة قديمة، تمسكها من جهة تنشرط من الجهة الأخرى”.
لا يصلح فيها التعديل أو الترميم، فقد بُنيت على استعداء مواطنيها.
هناك حاجة ملحة لهدم هذه الدولة القديمة، وبناء أخرى جديدة تستند إلى عقد اجتماعي يحترم التعدد والتنوع، وتقوم على العدالة، والحرية، والمواطنة.
حرب وجود
حرب الوجود التي يخوضها الشعب السوداني ليست مجرد حرب عسكرية، بل هي حرب وجودية تهدف إلى الحفاظ على هوية الشعوب وحريتها.
هي حرب ضد قوى الفساد والعنصرية التي تسعى للسيطرة على الدولة والمجتمع.
بناء الدولة الجديدة
لبناء دولة جديدة تقوم على العدالة والحرية والمواطنة، نحتاج إلى تفكير جديد ونهج مختلف في التعامل مع قضايا الدولة والمجتمع.
ينبغي مراعاة تنوع وثقافات الشعوب السودانية، وتطوير المشترك بينها، مع الاحتفاظ بالخصوصية الثقافية لكل مجموعة.
هي حرب الوجود
حرب الوجود في السودان هي حرب من أجل الهوية والمواطنة والحرية، في مواجهة قوى الاستعمار الداخلي التي جرّمت الهويات البدوية والشعبية.
إنها حرب تستدعي من الجميع العمل المشترك لبناء دولة عادلة، تتيح فرص العيش بحرية وكرامة دون تمييز أو تهميش.
دولة لا تقتل شعبها، بل تصنع مستقبلًا خاليًا من الحروب
إرسال التعليق