خواطر على هامش الهزيمة

المجال الجوي الإيراني مستباح إسرائيلياً بارتياح، دون أي مقاومة!
الموساد يمتلك قاعدة داخل إيران، بالقرب من طهران، لإطلاق الطائرات المسيّرة!!
الاستهداف الدقيق للعلماء النوويين وقادة الجيش والحرس الثوري دليل قاطع على اختراقات أمنية نوعية من الموساد لنظام الملالي على الأرض!!
أما المسيّرات والصواريخ الإيرانية، فيتم التصدي لها في الأردن وسوريا قبل أن تصل إسرائيل!
الأردن أغلقت مجالها الجوي أمام أي طائرات إيرانية، وهي غير مستعدة للمساومة في ذلك!

السؤال: ما دام الحال في إيران مائلاً إلى هذه الدرجة، وما دامت دولة الملالي “قاعدة في السهلة” من الناحية الاستخباراتية، فما هو السبب المنطقي الذي يجعلها تدخل نفسها في صراع عسكري مباشر مع إسرائيل عبر حزب الله وحماس والحوثي؟
هل ما يسمى بـ”طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023 أغرق الدولة العبرية؟ أم أن هذا الطوفان غمر غزة بالدم، ودفن عشرات الآلاف من سكانها تحت الأنقاض، مهدداً باقتلاعهم من أرضهم؟
ألم يُطِح هذا الطوفان بالأسد، وحزب الله، وحماس، وفي النهاية وصل إلى الملالي في عقر دارهم؟

أليس الدخول بصورة جادة في أي مواجهة عسكرية يقتضي، في المقام الأول، الإحاطة الشاملة بقدرات الخصم العسكرية، ونقاط قوته في خارطة التحالفات الإقليمية والدولية؟
دولة مكشوفة جوياً، كيف تأنس في نفسها الكفاءة للدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل؟!

طبعاً، كل من يطرح مثل هذه الأسئلة في دولة الملالي، مصيره السجن والتعذيب أو القتل، بعد الإعدام المعنوي بالتخوين والتكفير!
وهنا يكمن جذر الهزيمة التي ظلت ملازمة لهذه المنطقة، وستظل كذلك!

المسلمون والعرب الواقعون تحت تأثير “المخدرات الأيديولوجية”، وأخطرها الإسلام السياسي، لا يتعقلون أسباب هزائمهم!
ولذلك يتلقون الهزيمة تلو الأخرى دون استخلاص أي درس أو عبرة، لأنهم ببساطة يحوّلون الهزيمة نفسها إلى نصر مؤزر!

القضية الفلسطينية أكبر نموذج للقضايا العادلة التي تصدى لها محامون فاشلون.
من ناحية استراتيجية، كان يجب على مناصري القضية الفلسطينية أن يختاروا النضال السياسي، والقانوني، والحقوقي السلمي ميداناً لمعركتهم، لأنهم في هذا الميدان أصحاب حق كضحايا احتلال، وسيحاصرون العالم أجمع بإحراج أخلاقي، وهذا سلاح له فاعليته وتأثيره على الرأي العام العالمي.

اختيار المواجهة العسكرية نقل المعركة إلى الميدان الذي يمتلك فيه المحتل التفوق الحاسم.

ولكن، بعيداً عن المحامين الفاشلين، فإن هذا العالم بدوله العظمى ومؤسساته الأممية وأحلافه الكبيرة، موصوم بسقطة أخلاقية كبيرة، ممثلة في عدم إنفاذه للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية القاضية بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وفرض التسوية العادلة لهذه القضية، ولا سيما بعد مفاوضات مدريد وأوسلو في بداية تسعينات القرن الماضي

إرسال التعليق