إيران والمثلث الحدودي في السودان (مصر/ليبيا/السودان)

إيران والمثلث الحدودي في السودان (مصر/ليبيا/السودان)

بقلم عبد الرحمن بشرى

يُعدُّ المثلث الحدودي إحدى البوابات الجغرافية التي تربط ثلاث دول ببعضها البعض، ويُمثّل ملتقى للتبادل التجاري، وفي الوقت نفسه، يشكل مدخلًا للهجرة غير الشرعية وتهريب السلاح والمرتزقة. يطل هذا المثلث على المحيط الأطلسي من الاتجاه الليبي، وعلى البحر الأحمر من الاتجاه السوداني-المصري، كما يفتح على العمق الإفريقي من جهة السودان.

قبل 15 أبريل، كانت قوات الدعم السريع تسيطر على حدود السودان ضمن مشروع مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، وهو مشروع تم دعمه من قبل الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع عدد من الدول. وقد انتشرت قوات الدعم السريع في عدة قواعد على طول الحدود، أبرزها قاعدة الشفرليت الحدودية.

بعد اندلاع حرب 15 أبريل، حين شنّت قوات الجيش السوداني، مدعومة بكتائب الإسلام الراديكالي، هجومًا على قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية بالخرطوم وفي مختلف الولايات، لم تقتصر المعارك على العاصمة وحدها. فقد انسحبت قوات الدعم السريع من المثلث الحدودي لمواجهة عدوان الحركة الإسلامية على وادي الثورة.

يبدو أن هناك مخططًا معدًّا من قبل الحركة الإسلامية لاستغلال هذا المعبر في إدخال السلاح وإطالة أمد الحرب. ومن خلال متابعة تحركات قادة الجيش السوداني إلى إيران، والتعاون العسكري والفني في التدريب على الطائرات المسيّرة الإيرانية (شاهد)، يُرجّح أن تكون الأسلحة قد دخلت عبر التهريب من طريق المثلث، باستخدام المليشيات العسكرية المتحالفة مع الجيش السوداني.

هذا التحرك الإيراني بالتنسيق مع الجيش السوداني ذي الخلفية الإسلامية يهدد السلم والأمن الإقليمي والأفريقي. وقد شهدت البلاد عمليات دقيقة استهدفت البنى العسكرية الإيرانية داخل السودان. وعلى إثر هذه الضربات، استعادت قوات الدعم السريع السيطرة على المثلث الحدودي بعد عامين من الانسحاب منه والانخراط في حرب الخرطوم.

وقد شكّلت هذه الخطوة بمثابة إغلاق للبوابة التي كانت تستخدمها إيران، وتحييدًا واضحًا لدورها الإقليمي عبر الحرس الثوري داخل السودان. وفي هذا السياق، أعلنت قوات الدعم السريع عن فتح ممر المثلث لأغراض العمل الإنساني

إرسال التعليق