سقوط المثلث : ضربة قاصمة لسلطة بورتسودان الانقلابية
في تطورٍ مفاجئ يهدد بتغيير موازين القوى في السودان، سقطت منطقة “المثلث” الاستراتيجية، بقلبها النابض “جبل العوينات”، في قبضة قوات الدعم السريع، مما يمثّل ضربة موجعة للسلطة الانقلابية في بورتسودان.
هذه المنطقة ليست مجرد صخور صحراوية، بل هي مفتاح السيطرة على ممرات حيوية وموارد طبيعية قد تعيد تشكيل المشهد السياسي، والاقتصادي، والأمني للبلاد.
يتمتع جبل العوينات، الواقع عند ملتقى الحدود المصرية والليبية والسودانية، بأهمية استراتيجية فائقة. فهو ليس مجرد نقطة حدودية، بل مركز مراقبة عسكرية شاسع، يتحكّم في طرق التهريب والهجرة غير الشرعية، بل ويُحتمل أن يكون مخزونًا لثروات معدنية مثل اليورانيوم والذهب. كما أن السيطرة على هذه المنطقة تعني التحكم في شبكة طرق صحراوية حيوية، مما يمنح القوة المسيطرة نفوذًا غير مسبوق على التجارة وحركة الإمدادات.
سقوط هذه المنطقة في أيدي الدعم السريع ليس خسارة عسكرية فحسب، بل كارثة متعددة الأوجه للسلطة الانقلابية:
• سياسيًا، يُظهر عجزها عن حماية الحدود، مما يزيد من تآكل شرعيتها، ويجعلها عرضة لمزيد من الضغوط الإقليمية والدولية. كما يُهدد بتعزيز انقسام الدولة، إذ يصبح الدعم السريع لاعبًا مركزيًا في معادلة الصراع.
• اقتصاديًا، قد يفقد النظام موارد ثمينة إذا استغلّها خصومه، مما يزيد من اعتماده على المساعدات الخارجية، ويُفاقم الأزمات المعيشية التي تُغذّي السخط الشعبي.
• أمنيًا، تتحوّل المنطقة إلى قاعدة انطلاق للدعم السريع، مما يُمكّنه من تعزيز إمداداته عبر الحدود، وشنّ هجمات أكثر فاعلية، بينما تُجهَد قوات السلطة الانقلابية في مواجهة تهديدات متزايدة على حدودها.
بهذا السقوط، تدخل السلطة الانقلابية في بورتسودان مرحلة حرجة، قد تكون بداية انهيار نفوذها، أو اختبارًا لمقدرتها على الصمود أمام تحدٍّ قد يغيّر مصير السودان كله.
فهل تستطيع السلطة الانقلابية النهوض من هذه الضربة، أم أن سقوط المثلث هو الناقوس الذي يُعلن انهيارها الوشيك؟
إرسال التعليق