عزيز الدودو : معركة الفاشر : أسئلة تنتظر إجابات؟! - صوت الوحدة

عزيز الدودو : معركة الفاشر : أسئلة تنتظر إجابات؟!

مع اقتراب موعد تحرير الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر من قبضة السلطة الانقلابية ومليشياتها الإرهابية ، يتحتم علينا طرح الأسئلة، تاركين الأجوبة لفطنة القارئ الحصيف، المتبصر لحقائق الأمور.

فأولى هذه الأسئلة: هل يمكن اعتبار موقف المدافعين عن الفاشر موقفاً وطنياً ينطلق من مبدأ أخلاقي راسخ، أم هو مجرد ثأر قبلي نتيجة لتراكم الغبن بين “الزرقة” الذين يمثلون الحركات المسلحة “المشتركة”، و”العرب” الذين يمثلون قوات الد’عم السر’يع؟

وإذا انتصر الجيش في هذه الحرب – وهو أمر قد يكون مستبعداً وفق المعطيات الميدانية والواقعية – فهل سيستفيد أهل دارفور من هذا الانتصار؟ أم أن الفائدة ستنحصر في مصلحة قادة “القوة المشتركة” الذين يلعبون دور نخب الهامش، ويصطفون مع نخب المركز ضد أحلام الغلابة في دارفور وبقية الأقاليم المهمشة؟

وهل يُعتبر انتصار الجيش مكسباً حقيقياً لأهل السودان؟ أم أن الأمر كله هو تحصيل حاصل لسيناريو قديم من الإجرام والظلم التاريخي الذي سطرته فوهة بندقية الجيش ضد سكان الهامش منذ ما قبل تأسيس السودان، عندما كان الجيش يعمل لصالح الاستعمار ضد الشعب السوداني، تحت مسمى “قوة دفاع السودان”؟

ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً، الموجه إلى المستنفرين وجنود حركات الارتزاق المسلح في الفاشر: ما هو الهدف النبيل الذي تقاتلون من أجله وتضحون بأرواحكم في سبيله؟

أما السؤال الأخير فموجه إلى أمراء الحرب من قادة الحركات المسلحة التي تتشدق بمسمى “الكفاح المسلح”، والتي قاتلت الجيش لعقدين من الزمان، ثم عادت وإرتمت في أحضان المؤسسة العسكرية النخبوية “الإجرامية”:
هل تحققت المطالب التي حملتم السلاح من أجلها؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فلماذا لا يزال نازحو دارفور يعانون في معسكرات النزوح، والفقر والدمار يعم قرى ووديان دارفور؟ أما إذا كانت الإجابة بـ “لا”، فلماذا أنتم الآن تقفون إلى جانب الدولة المركزية التي حملتم السلاح ضدها؟ هل وقوفكم هذا مقابل الأموال التي دُفعت لكم ، بالإضافة إلى قسمة السلطة والثروة التي جعلتموها حصرية لمصلحة أقارب مَناوي وجبريل، أم أن لكم مآرب أخرى لا شأن لإنسان دارفور بها؟

ختاماً، ما هو مشروعكم الثوري الذي يستحق كل هذه الدماء التي سُفِكتْ هدراً؟

إرسال التعليق

لقد فاتك