البرهان يدافع عن اخوان السودان ويكشف التواصل مع مبادرة الرباعية
اخبار السودان
في تصريح سياسي حمل رسائل مباشرة إلى أطراف إقليمية ودولية، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عن إجراء اتصالات مباشرة مع ثلاث دول من الدول الأربع الموقعة على بيان الرباعية، وهي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بهدف توضيح موقف الحكومة السودانية من البيان الأخير الصادر بشأن تطورات الأزمة في البلاد. وأشار إلى أن هذه الدول أبدت تفهماً لموقف السودان بعد الاطلاع على وجهة نظره الرسمية، دون أن يخوض في تفاصيل إضافية حول طبيعة الردود أو مضمون النقاشات.
وفي سياق حديثه، وجّه البرهان انتقادات صريحة إلى جهات خارجية لم يسمّها، قال إنها تمارس ضغوطاً على السودان باستخدام أدوات وصفها بـ”الفزّاعات”، من بينها التلويح بورقة الإسلاميين. وسخر من هذه الأساليب، مؤكداً أنها لا تستند إلى حقائق موضوعية، بل تُستخدم كوسائل ضغط لتحقيق أهداف محددة. وأضاف أن الإسلاميين، شأنهم شأن بقية المواطنين، يشاركون في القتال إلى جانب القوات المسلحة، مشددًا على أن ما يُمنع هو ممارسة أي نشاط حزبي داخل المؤسسة العسكرية، أما الأفكار التي يحملها الأفراد، أياً كانت توجهاتها، فهي لا تخضع للمنع ولا تُعد من اختصاص الجهات الخارجية.
وتطرق البرهان كذلك إلى الجدل الدائر حول العلاقة بين السودان وإيران، واصفًا ما يُثار في هذا السياق بأنه فزاعة أخرى تُستخدم لتأليب الرأي العام الدولي. وأوضح أن علاقات السودان مع طهران لا تختلف عن علاقاته مع أي دولة أخرى، نافياً وجود قواعد عسكرية أو امتيازات خاصة لإيران داخل الأراضي السودانية. وأكد أن السياسة الخارجية السودانية تنطلق من مبدأ الندية والتكافؤ، بما يضمن مصالح البلاد ويحقق المنافع المشتركة، مشددًا على أن السودان لن يكون جزءًا من أي تحالف إقليمي أو دولي يتعارض مع مصالحه الوطنية
وفي معرض حديثه عن الاتهامات الموجهة إلى دولة الإمارات، قال البرهان إن السودان قدّم أدلة واضحة إلى مجلس الأمن الدولي والمحاكم المختصة بشأن ما وصفه بالدعم الإماراتي لمليشيا أولاد دقلو، التي صنّفها بأنها جماعة إرهابية. وأكد أن الحكومة السودانية تعتبر ما يجري في البلاد عدوانًا صريحًا من قبل الإمارات، وهو موقف معلن منذ فترة طويلة، ولا يزال قائماً حتى الآن.
وخلال لقائه بعدد من رموز الجالية السودانية في العاصمة القطرية الدوحة، عقب مشاركته في القمة التي نددت بالعدوان الإسرائيلي، أشار البرهان إلى أن أي دولة تدعم التمرد في السودان لا يمكن التفاوض معها إلا بعد أن تعترف بدورها وتتوقف عن ذلك الدعم. واستشهد بما ورد على لسان الكاتب الصحفي عادل الباز، متسائلًا: إذا كانت الدولة المعنية تنكر دعمها للتمرد، فعلى أي أساس يمكن الدخول معها في مفاوضات.
وفي ختام حديثه، جدّد رئيس مجلس السيادة التأكيد على استمرار العمل بمبدأ العفو العام لكل من يضع السلاح ويعود إلى حضن الوطن، موضحًا أن هذا يشمل حتى المعارضين الذين دعموا المليشيا، إذا ما قرروا التراجع عن مواقفهم والانضمام إلى الصف الوطني، مشيرًا إلى أن الباب سيظل مفتوحًا أمام من يختار الوقوف إلى جانب السودان ومصالحه العليا.
إرسال التعليق