بابكر القاسم : فلسفة زواج "العَقِــل" أبعاد قيمية أم قيود إجتماعية؟ - صوت الوحدة

بابكر القاسم : فلسفة زواج “العَقِــل” أبعاد قيمية أم قيود إجتماعية؟


يستمد الإنسان قيمه وعاداته وتقاليده ووعيه وكذلك معرفته وعلمه وفكره من عدة أشياء، أولها البيئة المحيطة، وتشمل المجتمع وعالم الأشياء والعوامل المتداخلة مابينه وتلك الأشياء ارتباطات أو معاملة وسلوك، ثانيا الوحي أي مايكتسبه من تعاليم دينية من الرسالات السماوية تكون معتقده وتدينه ودرجة ايمانه وبالتالي ستكون تلك المصادر مجتمعة شخصية كل فرد وتحدد مدى وشكل سلوكه واخلاقه ومعاملته.
يتميز الإنسان السوداني بصفة عامة وفي غرب السودان بصفة خاصة، بمجموعة من المفاهيم القيمية والأخلاقية في حيزه الاجتماعي لاسيما علاقات الزواج والمصاهرة وطقوس وشكل الزواج وعدد الزيجات ومعايير الاختيار للزوجة من هي وكيف ومن أية أسرة تكون؟
عوامل محددة تتحكم في طريقة اختيار الزوجة لدى كل مجتمع أو كيان، ففي المدينة تذوب أو تتلاشى بعض الفوارق التمييزية اي تتسع دائرة الاختيار والخيارات ومساحة حرية الاختيار للمرأة والرجل معا، وذلك من حيث اتساع رقعة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حتى، أما في الريف فتضيق تلك الحلقة وتتحكم عوامل الوصاية الابوية والأسرة الصغيرة نجد الزواج من ابن/بنت العم أولوية، ففي المدينة يتقلص عدد الزوجات واحدة غالبا أو مثنى وذلك لعوامل إقتصادية أكثر من كونها إجتماعية.
أما في الريف فنجد انتشار مسألة تعدد الزوجات والأبناء تدل على مكانة الشخص وتحقيق مكاسب عديدة يبحثون عنها.
ومن بين اشكال الزواج في مجتمع غرب السودان، زواج (العَقِل) بفتح العين وكسر القاف، وهو أن يتزوج الشخص زوجة أخيه المتوفي، شقيقه كان أو ابن عمه أو عمته أو خاله أو خالته، وغالبا زوجة الشقيق.
في هذا الزواج الذي هو جائز شرعا، مفاهيم وقيم تشكل بعد فلسفي قد تكون نفعية شخصية أو استجابة لرغبة مفروضة من زعيم العائلة يرى من خلالها اشياءً منطقية على حسب اعتقاده أو إعتقادهم،وهي المحافظة على تربية ونشأة اليتامى الذين تركهم أخوه، وذلك بوجود أمهم في ذات الحوش مع الزوج الجديد عمهم، والمحافظة أيضا على مال الورثة الذي يحوز عليه عمهم ويديره حتى يكبروا ويتقاسمونه.
ولكن هنالك بعض الملاحظات في هذا الشكل من الزواج مثلا طبيعة العلاقة والعشرة الزوجية، طريقة التفكير الرغبوي وحاجة كل واحد منهما للآخر، الشعور المتبادل والمتبدل من اخ زوج أو زوجة اخ إلى زوج وزوجة، كيف يكون احساس العريس الجديد اخو المرحوم عندما ينام في ذات الفراش مع العروس الجديدة زوجة الأخ؟ تخيل كمية الضغط النفسي لكليهما!، لاشك ان شيء مثل هذا أو موقف كهذا أقرب للانتحار! اليس كذلك؟، خاصة ان كان الزواج بإملاء أو فرض من كبير الاسرة.
وإذا كان باختيار من الزوج الجديد شقيق المرحوم وقبول ورضا من الأرملة العروس الجديدة ففي هذه النقطة يثور سؤالا جوخريا هل ياترى ان هنالك تفكير ورغبة مدفونة تحت النفاق الاجتماعي أوقيود دينية أو فطرية تمنع من إعلان هذا الشيء المؤجل، أم انه ليس هنالك شيء من هذا فقط امتثال لواقع فرض نفسه؟
او كيف تفسرون هذا الموضوع من وجهة نظركم؟ علما بأن هذا الموضوع مستوحى من واقع معيش وتم تطبيقه على الأرض فمنه مانفع واستمر ومنه مافشل وسبب مشاكل وتعقيدات أخرى..
مرة أخرى وهذه الحرب الدائرة أيضا فرضت واقعا إجتماعيا جديدا وعوامل وظروف تحفز على تطبيق فكرة زواج العقل.

إرسال التعليق

لقد فاتك