عزيز الدودو : تفكك سلطة البرهان وصعود تحالف السودان التأسيسي
في ظل تعنت قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان ورفضه الحوار، أصبح لزاماً على المجتمع الدولي أن يدعم تحالف السودان التأسيسي ليس كمجرد سلطة موازية، بل كمنافس حقيقي لسلطة بورسودان غير الشرعية. فالتحالف التأسيسي يتمتع بقاعدة شعبية ودعم إقليمي يهدد بقاء نظام البرهان، خاصة مع التقدم العسكري في كردفان وتصدع التحالفات الداخلية للجيش.
البرهان وجد نفسه في مأزق بعد فشل حكومة كامل إدريس وتفكك تحالفاته، وفشل رهان السلطة الإنقلابية على الإتحاد الأفريقي لإستعادة مقعد السودان بسبب إنقلاب البرهان على الحكومة الانتقالية بقيادة حمدوك في إكتوبر ٢٠٢١م.
البرهان وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه، حتى حليفه، مني أركو “مناوي”، بدأ يظهر استياءه من سياسات البرهان، واتهم قيادة الجيش بالتخلي عن دارفور والتركيز فقط على “مثلث حمدي” في وسط السودان، مما يكشف نزعة انفصالية غير معلنة لدى قادة الانقلاب.
وفي محاولة يائسة، علقت سلطة بورسودان آمالها على الاتحاد الأفريقي، الذي أعلن رفضه الاعتراف بحكومة تحالف السودان التأسيسي، معترفاً بشكل شكلي بحكومة البرهان. هذا الموقف ليس دعمًا للنظام، بل خوفًا من تداعيات الاعتراف بحكومة منافسة في دولة تمزقها النزاعات، خاصة مع انتشار الأجندات الانفصالية في أفريقيا. كما أن دولًا مثل مصر، ذات النفوذ الإقليمي، تساند البرهان لضمان استقرار حدودها ومصالحها.
وفي تطور آخر، ألقت السلطات المصرية القبض على قائد كتيبة البراء، المصباح أبوزيد، خلال زيارته لأسرته في القاهرة. هذه الخطوة تعكس مخاوف مصر من صعود الإسلاميين في السودان، وارتباطاتهم المحتملة بجماعات إقليمية، وهو ما يقلق أيضًا الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب تداعيات ذلك على أمن البحر الأحمر.
الوضع في السودان يشهد تحولات جذرية، والبرهان يواجه تحديات وجودية من الداخل والخارج. فشله في إدارة البلاد، وانكشاف ضعفه العسكري، وتآكل تحالفاته، كلها عوامل تسرع بسقوط سلطته الإنقلابية ، خاصة مع صعود تحالف جديد “تأسيس TASIS” يمتلك الشرعية الشعبية والإقليمية. السودان يقترب من لحظة الحسم، والعالم يراقب.
إرسال التعليق