الملتقى الأول لتقييم الإدارات المدنية تحت شعار (من التقييم إلى التأسيس نحو إدارة مدنية تلبي تطلعات المواطنين) - صوت الوحدة

الملتقى الأول لتقييم الإدارات المدنية تحت شعار (من التقييم إلى التأسيس نحو إدارة مدنية تلبي تطلعات المواطنين)

إعداد : ادلا محمد الدود

عُقد اليوم بمدينة الجنينة، حاضرة ولاية غرب دارفور، الملتقى الأول للإدارات المدنية، بمشاركة واسعة من الفاعلين المدنيين والسلطات المحلية. شهد الملتقى حضور والي ولاية غرب دارفور التجاني كرشوم، ورؤساء الإدارات المدنية، يتقدمهم الدكتور حذيفة أبو نوبة رئيس المجلس الاستشاري، بالإضافة إلى قيادات الإدارة الأهلية، والغرف التجارية، وممثلين عن قطاعات الشباب والمرأة، إلى جانب لجنة أمن الولاية المتمثلة في قوات الدعم السريع والشرطة الفيدرالية.

تحدث التجاني كرشوم أن هذه التجربة وُلدت في ظروف استثنائية مع انعدام كافة مقومات الحياة في ولاية غرب دارفور، وأنقذت الإدارة المدنية وساهمت في تماسك المجتمع، وأثنى بشكل خاص على الإدارات الأهلية والمرأة والشباب وأمن الولاية لتحملهم هذه الظروف الصعبة. وأشاد كرشوم بدور الإدارات الأهلية والقطاعات المدنية، خاصة المرأة والشباب، في تعزيز تماسك المجتمع وتحمّل المسؤولية في ظل الأوضاع العصيبة.

توصيات الملتقى:

  1. تعزيز التماسك الاجتماعي وإعادة بناء النسيج المجتمعي.
  2. نبذ العنصرية والجهوية وتكريس قيم التعايش السلمي.
  3. بناء مؤسسات الدولة المدنية وتوفير الخدمات الأساسية.
  4. تحريك العجلة الاقتصادية، مع التركيز على تطوير التجارة المحلية والإقليمية

تأتي هذه المبادرة في أعقاب صراع قبلي مرير شهدته ولاية غرب دارفور، أذاق الولاية الأمرّين، وحرب بين الدعم السريع والجيش أوصلتها لحافة الانهيار؛ حرب أحرقت الأخضر واليابس.

وفي كلمته، أشاد الدكتور حذيفة أبو نوبة، رئيس المجلس الاستشاري، بتجربة الإدارات المدنية التي قال إنها تولّت المسؤولية في زمن بالغ الصعوبة، مؤكدًا أن الوالي كرشوم وفريقه “كانوا يجتمعون تحت ظل شجرة في ولاية منهارة من كل النواحي”، وهي صورة تختزل واقع الانهيار الكامل في البنية التحتية والخدمات.

وأضاف أن تجربة التعيين داخل الإدارات المدنية تمّت بطريقة ديمقراطية وتوافقية، وطبقت نموذجًا فدراليًا حقيقيًا يفتخرون به، حيث تم تقديم الخدمات، وتعزيز السلم المجتمعي، والتنسيق مع المنظمات الإنسانية لتخفيف المعاناة عن السكان.

وأن الغرض من تقييم هذه التجربة هو الاستفادة من الأخطاء منها في تشكيل حكومة حقيقية تمثل المواطن وتعيد له الشعور بالأمان، خاصة بعد الضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الدعم السريع.

وعدّد أبو نوبة عدة أولويات لتشكيل حكومة التأسيس:

  1. تعزيز العمل الإنساني.
  2. تأكيد الهوية الوطنية الجامعة، ورفض قوانين مثل “الوجوه الغريبة”.
  3. إعادة بناء الاقتصاد.
  4. التعليم، حيث قدم اعتذاره لكل طفل حُرم من الدراسة بسبب الحرب.
  5. تنشيط التجارة والاستفادة من الثروات: الذهب، البترول، الثروة الحيوانية، والزراعة، مؤكدًا أن هذه الموارد كانت تُنهب بينما تعيش المجتمعات في تهميش وتفتقد لأبسط مقومات الحياة.

وشدّد على ضرورة تطبيق النظام الفدرالي الحقيقي، بحيث تستفيد كل منطقة من مواردها وتتحمّل مسؤوليتها، داعيًا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بجميع الهويات السودانية، وتصحيح قراءة التاريخ، لأن الوقت قد حان لما أسماه “حكم الأغلبية الصامتة لنفسها بنفسها”.

وذكر بأن التأسيس الحقيقي بدأ بالإدارات المدنية، وهي اللبنة الأولى نحو سودان أكثر عدالة ومساواة.

وفي ختام الملتقى، عبّر الوالي التجاني كرشوم عن دعمه لـ”حكومة تأسيس”، واعتبر قيامها انتصارًا حقيقيًا لأهل الهامش، وخطوة نحو السلم الاجتماعي والعدالة والتنمية.

إرسال التعليق

لقد فاتك