(كاجي شرك)بشرى عبد الرحمن يكتب : ورطة الرواية الدينية(١) وتنميط الواقع
تعتبر كلمة الفقه في معناها اللغوي عند العرب بالفهم، أي فقه الشيء يعني فهم تركيبته وسلوكه. وهنا يطرح السؤال: هل فهم الفرد للنص مبني على التجربة والتكرار في السلوك المجتمعي للأحداث؟
يرى ابن خلدون أن حياة المجتمعات تمر بمراحل تعتمد على ثلاث متغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية، تبدأ بالإنشاء والازدهار تليها مرحلة ضعف وانحطاط. وهذا يعني أن فهم الفرد للنص يتأثر بالتجربة والتكرار في السلوك المجتمعي للأحداث.
نجد في النص القرآني “سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا” (الفتح: 23)، تجسد السنة هنا بمعناها العام والتعريفي هي العادة أو التقليد، سواء كان حسنًا أو سيئًا. وهذا يفتح مجالًا لأن العادات المتوارثة وطبيعة الشعوب تمثل سنة العيش بين المكونات الاجتماعية وتختلف من مجتمع لآخر حسب النشأة والتكيف مع البيئة.
ازدهار المجتمعات مرتبط بقدرتها على السيطرة والتطور الذي ينشأ من حركة التفاعل المجتمعي، سواء كان في المحيط البيئي أو متعديه. وهذا يعني أن المجتمعات التي تتكيف مع التغيرات وتستطيع أن تطور نفسها هي التي تستطيع أن تزدهر.
بالانتقال إلى مفهوم العولمة الذي يتعدى المجتمع الواحد في البيئة الواحدة وقدرته على اختراق الممسكات الثقافية للمجتمع ودوره في التطور الإنساني وانتاج مفاهيم جديدة في علم الاجتماع والاقتصاد والسياسة ومطلوبات الواقع البشري للتطور في خدمة الإنسانية بمختلف التوجهات. يمكن النظر إلى ورطة الخطاب الديني الذي يقدم من ما يعرف “علماء المسلمين” والذي يتمثل في جمود النصوص التفسيرية للنص القرآني أو السنة النبوية ومرحلة النمو الإنساني وتطور السلوكيات الاجتماعية وانفتاح المعارف والعلوم بصورة كبيرة على النقيض جمود النصوص المفسرة للديانة الإسلامية.
إرسال التعليق