الطريق نحو التحرير

تشهد الساحة السودانية تطورات ميدانية متسارعة مع استمرار الصراع المسلح بين قوات الدعم السريع من جهة، وتحالف قوات الجيش المدعوم من الحركات المرتزقة والكتائب الإسلامية والمليشيات القبلية من جهة أخرى.
في هذا السياق، مثّلت معارك الخوي، الدبيبات، الحمادي، وأمصميمة منعطفًا حاسمًا في مسار العمليات، حيث تمكنت قوات الدعم السريع من إحراز انتصارات استراتيجية ألحقت خسائر كبيرة بصفوف المليشيات المعادية، التي وُصِفت من قبل مصادر ميدانية بأنها تمثل امتدادًا لبقايا النظام السابق وتحالفات سياسية فقدت أي شرعية شعبية.

تكوّنت القوات المعارضة للدعم السريع من عناصر مختلفة: وحدات عسكرية تابعة للجيش، وبعض كتائب الحركة الإسلامية، إضافة إلى مجموعات مسلحة مرتبطة بشخصيات سياسية مثل مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، اللذين اتُّهما بتحويل قضايا النضال إلى وسيلة للوصول إلى السلطة والمتاجرة بالوطن.

هذا التحالف، الذي يفتقر إلى الانسجام والتماسك، واجه صعوبات كبيرة في التنسيق الميداني، مما جعله هشًّا أمام ضربات الدعم السريع التي اتسمت بالدقة والمرونة.

المناطق التي دارت فيها المعارك تكتسي أهمية استراتيجية، لكونها تمثل عقد مواصلات ومصادر إمداد لوجستي كانت تستغلها المليشيات للتمدد العسكري. وقد حرصت قوات الدعم السريع على تحريرها ضمن خطة شاملة لتطهير غرب ووسط البلاد من بؤر التمرد والتآمر.

في الدبيبات، نفّذت قوات الدعم السريع هجومًا محكمًا على مواقع العدو، أسفر عن تدمير عدد من العربات المدرعة والمدافع المحمولة، وقتل العشرات من عناصر المليشيا، من بينهم قيادات ميدانية بارزة. كما تم أسر عدد من المرتزقة الذين أقرّوا بتلقيهم أوامر مباشرة من جهات ترتبط بقيادات من النظام البائد.

وفي الخوي وأمصميمة، انهارت صفوف المرتزقة بعد معارك خاطفة أظهرت هشاشة تنظيمهم وضعف انضباطهم. سيطر أشاوس الدعم السريع على ثلاث مدن رئيسية كانت تُستخدم كقواعد خلفية، واستعادوا مخازن أسلحة وذخيرة ومسيرات انتحارية كانت موجهة لدعم الهجمات على المدنيين في المنطقة. وأكدت مصادر محلية فرار أعداد كبيرة من عناصر المرتزقة، وتركهم لمصابيهم ومعداتهم خلفهم.

وفي الحمادي، كانت المعركة أكثر حسمًا، حيث طوّقت وحدات الدعم السريع المليشيات من ثلاثة اتجاهات، وقضت على تواجدهم بالكامل، بما في ذلك مقتل القائد الميداني للمليشيا في المنطقة، وتدمير مستودع ضخم للذخيرة والأسلحة.

ومن العوامل التي ساهمت في انتصار قوات الدعم السريع: طبيعة الأرض، حيث تجيد القتال في أرض مكشوفة؛ وغياب سلاح الجو؛ وأيضًا التفوق المعنوي لقوات الدعم السريع التي تقاتل من أجل وطنها ومواطنيها، في مقابل مليشيات تقاتل من أجل المال والسلطة.
إضافة إلى ذلك، أظهرت القوات قدرة عالية على تنفيذ عمليات منسقة وخطط عسكرية مبنية على معرفة دقيقة بالميدان، مع استخدام نوعي للأسلحة وتكتيكات قتالية فعالة.

الخسائر التي تكبّدها العدو كانت فادحة، حيث بلغ عدد القتلى أكثر من 150، مع تدمير ما يزيد على 30 عربة ومدرعة، فضلًا عن انهيار كامل للروح المعنوية لدى عناصرهم، وهو ما أدى إلى تمرد داخل بعض الوحدات ورفض تنفيذ الأوامر.

في المناطق التي تم تحريرها، خرج المواطنون للاحتفال والترحيب بقوات الدعم السريع، بينما التزمت المنصات الإعلامية التابعة للخصوم الصمت، أو لجأت إلى بث روايات مشوشة لا تصمد أمام الحقائق على الأرض.

تؤكد هذه الانتصارات أن دعم الشعب لقوات الدعم السريع ليس عابرًا، بل ينبع من إدراك حقيقي لحقيقة من يقاتل دفاعًا عنه، ومن يسعى لإعادة السودان إلى مربع القمع والفساد.
إن تحرير الخوي، الدبيبات، الحمادي، وأمصميمة ليس نهاية المعركة، بل هو خطوة جديدة في مسيرة تطهير الوطن من المرتزقة وبقايا الإرهاب، ووضع البلاد على طريق جديد تقوده إرادة الشعب، لا أطماع المنتفعين.

أما من باعوا ضمائرهم مثل مناوي وجبريل إبراهيم، فمصيرهم سيكون كمصير كل الخونة عبر التاريخ، وسيلقون نفس المصير الذي لقيه سابقوهم من العملاء والمرتزقة.
الشعب السوداني قد عرف أصدقاءه من أعدائه، ولن ينسى يومًا من وقف معه في محنته، ومن خان الأمانة وباع الوطن مقابل منصب زائل أو مال سينفد

إرسال التعليق