عزيز الدودو يكتب : إسرائيل وحرب الظل في السودان: تحذيرات من تحالف البرهان مع إيران - صوت الوحدة

عزيز الدودو يكتب : إسرائيل وحرب الظل في السودان: تحذيرات من تحالف البرهان مع إيران

إسرائيل باتت تنظر إلى السودان كساحة جديدة للصراع الإقليمي، خاصة مع تعمّق تحالف البرهان مع إيران ودعمه لجماعات تعتبرها تل أبيب تهديداً لأمنها. فالتقارير الإسرائيلية الأخيرة، خاصة ما نشرته “جيروزاليم بوست”، تكشف حالة القلق المتصاعد من تحوّل السودان إلى منصة إيرانية لاستهداف المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر، الذي يعد شرياناً حيوياً للتجارة والأمن القومي الإسرائيلي.

البرهان، الذي تصفه الصحيفة الإسرائيلية بـ”حارس الإرهاب في السودان”، لم يعد مجرد قائد انقلابي يحكم بلداً ممزقاً بالحرب الأهلية، بل تحوّل في الرواية الإسرائيلية إلى “حليف خطر” لإيران، يساهم في توسيع نفوذ طهران العسكري والاستخباري في أفريقيا. واللافت أن إسرائيل لم تعد تنظر إلى الصراع في السودان كشأن داخلي، بل كجزء من حربها المعلنة ضد المحور الإيراني، الذي يمتد من اليمن (عبر الحوثيين) إلى السودان.

الخوف الإسرائيلي ليس من فراغ. فباب المندب، المضيق الاستراتيجي الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، شهد حروباً غير مباشرة بين إسرائيل وإيران، عبر ميليشيات الحوثيين. والآن، مع وجود حليف إيراني في بورتسودان، يخشى الإسرائيليون من تحوّل الساحل السوداني إلى قاعدة تهدد حركة الملاحة وتوازن القوى في المنطقة. لهذا، تُصر إسرائيل على أن بقاء البرهان في السلطة يعني مزيداً من الوقت لإيران لتعزيز وجودها، وهو ما لن تسمح به تل أبيب.

الرسالة الإسرائيلية واضحة: لا شرعية لسلطة البرهان، ولا بديل عن “حكومة السلام” التي يُفترض أن تخرج من تحالف القوى المدنية والعسكرية المعارضة له- تحالف “تأسيس”.

فإسرائيل، كما يشير التقرير، ترى في هذه الحكومة المستقبلية الضمانة الوحيدة لقطع الطريق على النفوذ الإيراني وإنهاء عهد البرهان. بل إن دعم تل أبيب لهذه الحكومة قد يفتح الباب أمام اعتراف دولي واسع بها، مما يزيد من عزلة بورتسودان.

ما يحدث الآن هو فصل جديد من فصول حرب الصراع الإقليمي بين إسرائيل وإيران، لكن على الأرض السودانية. والسؤال هو: هل ستتدخل إسرائيل مباشرةً أم ستكتفي بدعم الأطراف المعادية للبرهان؟ الأكيد أن السودان، الذي طالما كان بعيداً عن الصراع العربي-الإسرائيلي، قد يصبح فجأة في قلب المواجهة.

إرسال التعليق

لقد فاتك