عزيز الدودو يكتب : صراع السودان : وراء الكواليس - صوت الوحدة

عزيز الدودو يكتب : صراع السودان : وراء الكواليس

بينما يتصارع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يغفل الكثيرون عن الدور الحقيقي الذي تلعبه القوى الإقليمية في هذا الصراع. وراء الأبواب المغلقة، تكمن مصالح الدول المجاورة، وخاصة مصر، التي تسعى للحفاظ على هيمنتها على السودان.

مصر ودائرة النفوذ

لطالما كانت مصر تسعى لتأكيد سيطرتها على السودان، مستغلةً الأحداث التاريخية لفرض نفوذها. منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، استغلت مصر هذا الحدث لانتزاع مثلث حلايب الاستراتيجي. لم تكتفِ بذلك، بل عملت على فرض العقوبات الدولية على السودان، مما أدى إلى خضوع السودان بشكل كامل للنفوذ المصري.

مصالح مصرية في السودان

الاحتلال المصري لمثلث حلايب ليس سوى البداية. النظام المصري حصل على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة في السودان، واستطاع جر النظام السوداني ليصطف إلى جانبه في ملف مياه النيل الشائك. والأخطر من ذلك، فتحت الحدود السودانية على مصراعيها لنهب الموارد السودانية دون حسيب أو رقيب.

التحركات المصرية الأخيرة

الزيارة الأخيرة للبرهان إلى مدينة العلمين المصرية، والأنباء عن لقاء ثلاثي مع السيسي وحفتر، تؤكد الدور المصري في الصراع السوداني. بعد انسحاب الجيش السوداني وتمركز قوات الدعم السريع في المنطقة الحدودية مع ليبيا، شعر النظام المصري بتهديد استراتيجي لمصالحه في السودان. لذا، يسعى السيسي لإعادة العلاقات والتنسيق العسكري بين البرهان وحفتر.

رهان على البقاء

الرهان المصري على بقاء الجيش السوداني والمليشيات “الكيزانية” في السلطة هو محاولة يائسة للحفاظ على الامتيازات والمصالح المصرية في السودان. وهذا يشمل الاحتفاظ بمثلث حلايب ريثما تكتمل عملية التغيير الديموغرافي التي تضمن لمصر كسب أي استفتاء مستقبلي لضم المنطقة بشكل دائم.

مصالح مصر الحاكمة

من السذاجة بمكان تصور أن السيسي يمكن أن يقف موقف الحياد في هذه الحرب المدمرة. مصالح مصر الحاكمة تتشابك بشكل عميق مع استمرار الوضع الراهن في السودان، مما يضمن لها استمرار هيمنتها على مقدراته وموارده، على حساب سيادة السودان وحقوق شعبه.

في النهاية، يبقى السؤال: إلى متى ستستمر مصر في فرض هيمنتها على السودان؟ وهل سيتمكن الشعب السوداني من تحقيق استقلاله الحقيقي وسيادته على أرضه ومقدراته؟

إرسال التعليق

لقد فاتك