نصيحة للمستنفرين دون عفّة لسان
بقلم : عاطف نواي
انتشر في الأسافير مقطع فيديو يوثّق جريمة ارتكبها ضابط شرطة برتبة رائد، مارس الزنا في وضح النهار مع امرأة أبناءها الاثنين مستنفرون في صفوف الحرب، ذهبوا للدفاع عن ما سُمي بـ”الكرامة” في مواجهة الجنجويد. لكن، ويا للأسف، تم استغلالهم وانتهاك كرامة أسرهم في عز الهجير.
إنه سلوك الكيزان القديم المتجدد. ففي زمن البشير، صُفّي الرائد شمس الدين، زوج وداد بابكر، ولأنها كانت بيضاء جميلة، تزوجها الرئيس تحت لافتة الاهتمام بأرامل الشهداء. واليوم، أعادوا إنتاج الفضيحة باسم “حرب الكرامة”، زاعمين ـ دون بينة قانونية ـ أن الجنجويد ينهبون ويقتلون ويغتصبون، فجنّدوا الشباب باستغلال جهلهم وحاجتهم للمال وسط ظروف اقتصادية مأساوية، وقالوا لهم: “استنفروا”.
الكوز ـ كما عُرف ـ يستقطبك ويستدرجك إلى ميدان القتال، بينما هو جالس في الحي أو المدينة كـ”فحل تور جاموس”، يحفظ الأسرار العائلية عبر جهاز أمن القبائل أو عبر اللجان الشعبية. يعرف المرأة المطلقة والتي هجرها زوجها، وتلك التي زوجها مغترب في الخليج. يعرف هل لديها حارس من أهل الزوج، أم أن حاميها أم الزوج ووالده، وهم شيوخ طاعنون في السن، عاجزون، مثل جدّنا وجدّتنا (عليهما الرحمة) الذين كنا نُحضر لهما اللبن صباحًا، وكانا يطلبان طحنه بالمدقّ لأنهما فقدا الأسنان.
أمثال هؤلاء لا يعرفون الداخل من الخارج، تائهون مثل شبكة فيها ثقوب، وقد فقدوا ذاكرتهم بفعل الزهايمر. والكيزان يعرفون هذه الأسرار كلها، فيدخلون البيوت في وضح النهار أو خلسة بالليل، يفعلون ما يشاؤون، ثم يغتسلون فجراً ويهرعون إلى المسجد كأنهم ورعون، يُجمّلون القول في الإعلام والمنابر بأنهم “يحرسون شرف الناس”، خاصة أسر المستنفرين!
وهكذا، رائد الشرطة الكوز ـ الذي أقسم عند تخرجه من الكلية أن يحمي الشعب وأعراضه ـ استغل غياب أبناء المرأة المغلوب على أمرها، فاعتدى على عرضها. أما المهرجون، أولاد القطط السمان، فهم يجدون في مثل هذه الفرص “هنايهم”، وكأن البتاع مثل مبرد في مكحلة!
وهناك حالات مشابهة كثيرة لم تُكتشف، لكنها موجودة منذ بداية الحرب. في معسكرات الشمالية، استُغلت أكثر من 15 فتاة مستنفرة سفاحًا. وكل هذه الحوادث طُمست بـ”سر البيت التنظيمي”، وبسذاجة الإنسان السوداني الذي يختار “السترة” على العدالة، ويقولون: “باركوها، ما في داعي، سروال المؤمن…”.
هم يغطّون الجريمة بفرضية “العيب”. فإذا كان المجرم فقيرًا، أقاموا عليه الحد، أما إذا كان غنيًا، أو من “القطط السمان”، تركوه. وإذا كنت من الهامش، تُسحق ببلاغات ومواد تصل إلى الإعدام أو السجن المؤبد. أما إذا كان الفاعل من العباسيين، تُغفر له الخطيئة بحديث مثل حديث البشير نقلاً عن الترابي: “دحين الفوراوية لو لقت ليها جعلي كده ركبها، دا ما شرف ليها؟!”
خلال ثورة ديسمبر، ارتُكبت جريمة لواط بين شابين داخل مُصلّى باستخدام المسهلات، في بنك الشمال الإسلامي، وتم تجاوزها لأن الجناة كانوا “نهررية” و”عباسيين”!
نصيحتي للمستنفرين:
• إذا كانت لديك زوجة صغيرة أو كبيرة، جميلة أو لا، لا تذهب للاستنفار. لا تتركها عرضة لزيارات الكيزان ليلًا أو نهارًا.
• إذا كان والدك متوفّى أو مغتربًا، ولديك أخوات جميلات، احرسهن، فهذا أجر أكبر من حرب الكرامة، وأشرف من قتل الأبرياء أو نهب ممتلكاتهم.
• وإذا كانت لك حبوبة كبيرة في السن، تسرد الحكاوي ليلًا، لا تتركها. بعض الكيزان كبار السن عديمو الأخلاق، وقد يعتدون حتى على الجدّات!
بعض المتشددين من الجماعة الباغية ـ الكيزان ـ لن يعجبهم هذا الكلام. سيقولون: “أين عفة اللسان؟!” فنقول: أنتم من قتل عفة اللسان. الكوز طعّان، لعّان، بذيء، كأنما حديث النبي ﷺ نزل في حقه.
لا عفو ولا تسامح معكم. نقولها بأي لغة نشاء. من يتحدث عن الكرامة ولا يطبّقها على نفسه ولا يقاتل بالقانون من ينتهك أعراض الناس، لا يستحق القول الطيب.
كما قال الراحل منصور خالد:
“لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكم إن لم تسمعوها.”
إرسال التعليق