حتى لا نبقى قولاً بلا أثر
حتى لا نبقى قولًا بلا أثر
بقلم: محمد أبوبكر
في مشهدٍ سياسيٍّ معقّدٍ كسوداننا اليوم، لم يعد التحدي في وجود الأفكار أو قوة المواقف، بل في القدرة على تحويل الرؤى إلى أثرٍ ملموس. كثير من المبادرات تختزل العمل في الشعارات، لكنها تفقد جوهرها حين تغيب أدوات التفاعل الفاعل مع المجتمع.
التحالف التأسيسي يحمل مشروعًا استراتيجيًا ذا قيمة، لكنه يواجه تحدياتٍ جوهرية في تعزيز حضور فاعل عبر خطابٍ واضح ومفتوح، وتوعيةٍ مستمرة تشرح المفاهيم السياسية الأساسية. هذا الفراغ يُتيح للساحات أن تُملأ بالتأويلات والمغالطات، مما يُضعف فرص التحالف في تحقيق أهدافه.
الضرورة اليوم تكمن في تطوير خطة عمل تتضمن ورشًا توعوية مستدامة، واستخدامًا واعيًا للإعلام، وحوارًا صريحًا مع الجمهور؛ إذ لا يكفي أن تكون على حق، إن لم تُوصِل هذا الحق بوضوح وبأسلوبٍ يلامس وعي الناس.
إن التردّد أو التأجيل في تحريك هذه الأدوات لن يقف عند حدود المنافسين السياسيين، بل سيقود إلى تأخر المشروع برمّته، وربما تفويت فرصٍ حاسمة للتغيير.
على التحالف أن يبدأ اليوم في بناء جسرٍ صادق مع الناس، لأنه وحده القادر على قلب الخطاب السياسي إلى واقع يُحدث فرقًا ملموسًا في السودان
إرسال التعليق