صمود : تشويش متعمّد أم تواطؤ مع العسكر ؟

بقلم : بشرى عبد الرحمن

صمود: تشويش متعمّد أم تواطؤ مع العسكر؟

قراءة في وثيقة الرؤية السياسية

طالعت بالأمس رؤية “صمود”، التي أطلقوا عليها “وثيقة الرؤية السياسية”، والتي تتحدث عن استعادة الثورة وتأسيس الدولة. ولكن، يبدو أنهم لم يتعلموا من الدم المسفوك في حرب السودان، ولم يستفيدوا من تجارب الثورات السابقة.

الأهداف والعناوين: ترتيب غير منطقي

بدأت الرؤية بالأهداف، فجاء في المرتبة الأولى “إيقاف الحرب”، وفي الثانية “العملية الإنسانية”. لكن العنوان الذي يلي الأهداف مباشرة قدّم “العمليات الإنسانية” على “وقف الحرب”، وكأنهم يدعون إلى وقف مؤقت للعملية العسكرية تحت غطاء إنساني. هذا الترتيب يثير الشكوك حول النوايا الحقيقية الكامنة وراء هذه الوثيقة.

تشويش متعمّد أم تواطؤ؟

هذا النوع من الخطاب يبدو وكأنه تشويش متعمّد، يهدف إلى ترتيب صفوف جيش الإسلاميين للانخراط في دوامة حرب جديدة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هذا؟ تشويش متعمّد، أم تواطؤ مع العسكر؟

سرقة مفاهيم ومقاربة خاطئة

عند النظر إلى بنود “تأسيس الدولة”، صُعقت من مفاجأة الكلمات. ما هذا؟ سرقة مفاهيم “كتلة التأسيس” وابتذالها في “صمود”؟ هنا نقول، كما قال القائد محمد حمدان دقلو في هذه الحرب: لا توجد منطقة وسطى، إما معنا أو ضدنا.

دولة الامتيازات والتحوّل الحقيقي

دولة الامتيازات تعمل على إنتاج نفسها باستمرار، ويبدو أنهم لم يتعلموا شيئًا من ماضٍ سوداني مملوء بالدماء، خلفته طموحات مشوّهة. هذه المرة، لا مجال لأن يُعاد إنتاج نفس المسار؛ فالسودان الجديد عازم على قطيعة كاملة مع ماضي الدولة المشوّهة، المليئة بالحروب والنظرات العنصرية.

استيعاب الدروس التاريخية

مرت عليّ وثيقة “قرن الميرغني” التي وقف ضدها الإمام الصادق المهدي، وأنا أنظر اليوم إلى بيان “صمود”، تأسفت على ضعف قدرتهم على استيعاب الدروس التاريخية. لم ينجح أحد في هذا البيان.

قضية شعوب السودان

قضية شعوب السودان اليوم ليست: من يحكم؟ بل: كيف يُحكم؟ شكل الحكم المتوارث لن يكون جزءًا من سودان المستقبل. الخطاب الذي لا يُبنى على فعلٍ جاد وتحالفات واضحة، لن يجعل من “صمود” شريكًا للمستقبل.

الختام

إذا كان هذا هو بينكم، فشغلكم المكتوب ده لا يعبّر إلا عن “غيره ساكت”.
(يا عيب الشوم عندما يكون الضحية هو الوطن).

إرسال التعليق