أيران في السودان و حرب الإسلام السياسي في المنطقة - صوت الوحدة

أيران في السودان و حرب الإسلام السياسي في المنطقة

إيران في السودان وحرب الإسلام السياسي في المنطقة

آية الله الخميني والثورة الإيرانية

قاد آية الله الخميني الثورة الإيرانية التي غيّرت وجه إيران في عام 1979. كانت هناك عدة أسباب أدّت إلى الثورة، من أبرزها سياسات الشاه محمد رضا بهلوي، التي كانت تهدف إلى تحديث إيران على النمط الغربي، الأمر الذي أثار استياءً شعبيًا واسعًا. كان الشاه وحكومته معروفين بالفساد السياسي والمالي، وكانت الأجهزة الأمنية تستخدم القمع والعنف ضد المعارضين.

أحداث الثورة
• يناير 1978: بدأت المظاهرات ضد الشاه، وتطورت إلى حملة مقاومة مدنية.
• 16 يناير 1979: غادر الشاه إيران إلى المنفى.
• 1 فبراير 1979: عاد آية الله الخميني إلى طهران واستُقبل من قِبل ملايين الإيرانيين.
• 11 فبراير 1979: انهار الحكم الملكي، وسيطر الثوار على مفاصل الدولة.

تشابه التجارب: الربيع العربي وإيران

تشابهت أسباب ثورات “الربيع العربي” مع الثورة الإيرانية من حيث رفض الأنظمة الاستبدادية التي حكمت دولًا مثل مصر، وتونس، وليبيا، والجزائر. وبعد هذه الثورات، تسلّقت التيارات الإسلامية إلى السلطة مستغلّة العاطفة الدينية والغبن المجتمعي الناتج عن فساد الأنظمة السابقة، في عملية سطو سياسية فاضحة على إرادة الشعوب.

ويُلاحظ هذا النمط بوضوح في نموذجي السودان وإيران، حيث نجحت الحركات الإسلامية في الوصول إلى السلطة، مستفيدة من الغضب الشعبي تجاه الفساد، ومعتمدة على العاطفة الدينية لتمكين مشروع “الإسلام السياسي”. لكن النتيجة كانت نظامًا شموليًا باطشًا، قائمًا على فساد عقدي وقمع للحريات.

الإسلام السياسي في السودان

عمل الإسلاميون في السودان على التمكين داخل مؤسسات الدولة، مستخدمين أدوات تضليل للوعي الجمعي، واللعب على التناقضات العرقية والدينية بهدف تفتيت المجتمع وإشعال الحروب للبقاء في السلطة. إقليميًا، تبنّوا فكرة تصدير الإرهاب وزعزعة استقرار دول الجوار، كما في حادثة محاولة اغتيال حسني مبارك، أو التآمر على نظام القذافي، أو النظام التشادي، أو في حادثة تفجير السفارة الأمريكية.

أما نظام الخميني، فقد أحكم قبضته داخليًا عبر تشكيل مؤسسات الدولة على أساس “ولائي” يخدم مصالح الولي الفقيه، وأدار إقليميًا شبكة أخطبوطية، يتربع هو على رأسها، وتُمثّل الدول الحليفة له أذرعًا تنفّذ أجندته التخريبية، بما في ذلك تجارة المخدرات. والمفارقة أن النظام الإسلامي في السودان كان إحدى هذه الأذرع، رغم ادعائه تمثيل التيار السُّني.

ضرورة إسقاط الأنظمة العقدية

كان لا بدّ من هدم هذه الأنظمة الشمولية العقدية الراديكالية، التي تمثل خطرًا على الإنسانية، إذ تقوم فلسفتها على سفك الدماء والإرهاب، كما يظهر في شعاراتها وأناشيدها الحماسية. ولعلّ إسرائيل قد عملت في هذا السياق على قصقصة أذرع الأخطبوط الإيراني، وتبقى الدولة الإيرانية نفسها هي الهدف الذي يجب مواجهته وتحجيم خطره على مستقبل المنطقة.

السودان بعد الثورة ومحاولة الإسلاميين الانقلاب

بعد الثورة السودانية التي أطاحت بالنظام الإسلامي، حذّرت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) من تحركات الإسلاميين للانقلاب على الثورة، عبر استخدام جناحهم العسكري المتمثل في الجيش السوداني. وقد تم إحباط عدة محاولات انقلاب، أبرزها محاولة رئيس الأركان السابق هاشم عبد المطلب، الذي أظهرت التحقيقات أنه ينتمي إلى الحركة الإسلامية منذ دخوله الكلية الحربية.

كما استخدمت الحركة الإسلامية أدواتها الإعلامية، وحرّكت كوادرها في المخاطبات الجماهيرية، مستفيدة من مناخ الحريات الإعلامية الذي أعقب الثورة. ومن اللافت أن قنوات مثل الجزيرة مباشر السودان أصبحت منصة لهذه الحركة، في وقت حذّر فيه قائد الدعم السريع من مخطط انقلاب وشيك.

الدعم الإيراني والإرهاب العابر للحدود

عملت الحركة الإسلامية على استقدام الدعم الحربي الإيراني إلى السودان، مع تواجد خبراء عسكريين إيرانيين في قاعدة فلامنغو البحرية المُطلّة على البحر الأحمر. وتشير معلومات استخباراتية إلى نقل مختبرات كيميائية إيرانية إلى وادي سيدنا، كما تم إرسال ميليشيات إسلامية سودانية إلى إيران لتلقي التدريب على استخدام الطائرات المسيّرة.

وهنا يتضح أن الأنظمة العقدية تمثّل خطرًا حقيقيًا على الدول والشعوب، إذ توظّف الدين في مشروع شمولي يقود إلى الفوضى والانهيار، لا إلى العدالة أو التنمية.

إرسال التعليق

لقد فاتك