عبد الحفيظ مريود : (كُنوز محبّة) مُسدار الفاشر الكبير : في مقامى علي يعقوب و قَرِنْ شطّة - صوت الوحدة

عبد الحفيظ مريود : (كُنوز محبّة) مُسدار الفاشر الكبير : في مقامى علي يعقوب و قَرِنْ شطّة

على ماذا كانت تُرَاهنُ القوّاتُ المتكدّسة فى الفاشر؟ تلك التى احتشدتْ من كلّ فرق الجيش التى تحرّرتْ فى دارفور (نيالا، زالنجىّ، الضّعين والجنينة)؟ وتلك التى نقلتها حركاتُ منّاوىّ وجبريل وأدخلتها الى المحرقة؟
كانتْ تُراهنُ على عباراتٍ من شاكلة (الفاشر تصدُّ الهجوم رقم كذا)..(الفاشر قلعة الصمود)..(الفاشر لن تركع). وهى عباراتٌ زائفة لا تقعُ على أرض الواقع. ذلك أنّه على أرض الواقع كان ثمّة ما هو مختلف.. ما هو حتمىٌّ مثل الموت…كان ثمّة طريقٌ لاتّجاهٍ واحد، فقط.
والفيديو الذى هلّلتْ له المشتركة حين جرّتْ جثمان الشّهيد علي يعقوب، قائد الفرقة فى زالنجى، بعد تحريرها، لم يكنْ إلّا وقوداً على لهيب الغضبِ المرّ..الغضب الذى سيزفُ “السّنابل للسيوف”. كما قال محمود درويش.
لكنْ تحرير الفاشر الذى تأخّر – فى نظر الكثيرين – ليس هو الأغنية..ليس هو الّلحن..ليس هو المسدار الذى سيرقصُ عليه الأشاوس.
ونيالا التى ابتدرتْ صباحها بأصوات الرّصاص، من كلّ نوع وصنف، تعرفُ أنّها ترقص لتحرير ما هو أكبرُ من الفاشر.
فما هو؟
أنْ تعرفَ أنّك تستطيعُ أنْ تحرّرَ خيالكَ وإرادتك..
أنّكَ لستَ تابعاً.
لستَ حقلَ تجارب.
لستَ بيدقاً فى لعبة أحد.
ثمَّ إنَّ نيالا ستحتفلُ لأنّها – بعد تحرير الفاشر هذا – ستذهبُ إلى :
فجرها الضاوى.
سيكونُ فى مقدورها أنْ تغازل الأحلام الجديدة.
سيكونُ “غرب البحر”، قريباً، حرّاً، بإذن الله..
ثمَّ ستعبرُ الجسر.
سأضعُ قصيدةً خضراء على قبر الشهيد علي يعقوب.
ووردةً على قبر الشّهيد “قرن شّطّة”.
وأكاليل من التّجلّة والتقدير على مراقد الشّهداء الميامين.

فالفاشرُ لها ما بعدها.
شايف كيف؟

إرسال التعليق

لقد فاتك