عاطف نواي يكتب : لمشتركة من مشروع التنوع التاريخي والمعاصر والي العنصرية والشعبوية. - صوت الوحدة

عاطف نواي يكتب : لمشتركة من مشروع التنوع التاريخي والمعاصر والي العنصرية والشعبوية.

انطلاقا من قصة الأسد ، والثعلب ،والحمار ، يحكي أن أسدا قال للثعلب إذا لم تحضر لي شيئا اكله فسوف أكلك بدلا عنه ، ذهب الثعلب الي الحمار وقال له الأسد يريد أن ينصبك ملكا ، فرح الحمار وذهب الي الأسد وفي مناسبتين متتاليتين قطع الأسد إذن الحمار وكذلك ذنبه ، هرب الحمار فذهب الي الثعلب وقال له لقد قطع اذني وذنبي رد له الثعلب مبررا ..قطع اذنك لكي يلبسك التاج الملكي وقطع ذنبك لكي تستطيع الجلوس في كرسي الملك اقتنع الحمار بكلام الثعلب ورجع الي عرين الاسد ولكن الأسد انقض عليه وقطع رقبته واكله .
العبرة في القصة لها صياغات كثيرة ترتبط بالغباء والذكاء والاغراء ولكنني احاول أن أضعها في تشابه وصياغ سياسي نعلم أن برهان نعامة ، ولكن إذا افترضنا أن الأسد هو البرهان وجيشه والحمار مع الاحترام لهم من زاوية أخلاقية أنهم بشر هم المشتركة والثعلب هو المال والتاج والكرسي ، الذي غررهم به الأسد وهو فعل كاذب ظاهره تحالف سياسي وعسكري ، وباطنه القضاء عليهم كمهمشين سياسيا وعسكريا وقد نجح في ذلك البرهان من جراء الانتصارات التي حققها الد،،عم علي والمشتركة عسكريا وسياسيا والملاحظ في كثير من الأحيان وخاصة في الفاشر تتهم المشتركة بأن الجيش يهرب ويتركها في الجحيم وفي مناطق أخري يتهم أبواق النهريين بأن المشتركة فتحت الصندوق نظام ( تدمرني هناك ادمرك هنا ) .
ويصبح الأمر الاهم هو وعنوان مقالنا سياسيا هو ردة المشتركة عن مشروع السودان الجديد الي المشروع الشعبوي والعنصري

فتاريخيا حاربت الحركات بمشروع سياسي وهو السودان الجديد الذي يتحدث عن المواطنة المتساوية في بناء وطن يسع الجميع بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجهة أو الثقافة أو النوع
انطلاقا من التنوع التاريخي والمعاصر باعتبار أن السودان في التنوع التاريخي توجد فيه ممالك وامبراطوريات ق/م و حضارات قديمة عملت انجازات واختراعات علمية بواسطة السكان الأصليين .

وفي التنوع المعاصر هاجر الناس ( عرب وافارقة وآخرين ) الي السودان مثل ما هاجر الناس الي امريكا وأوروبا وتزاوجوا وعاشوا دخلت المسيحية مكونه ممالك مسيحية سوبا، علوة ، المقرة ، بعد دخول الإسلام تكونة ممالك إسلامية مثل سلطنة الفور والسلطة الزرقاء ومملكة تقلي والمسبعات ووداي الممتده من غرب أفريقيا والي جبال النوبة ، وبعد انهيار الممالك الإسلامية بسبب الغزو التركي والانجليزي تباعا . من ثم جاءت الثورة المهدية إزالة التركية وجاء الاستعمار الإنجليزي أزال سلطنة دارفور والدولة المهدية ثم جاءت حقبة الاستقلال ، النخب المركزية التى ورثة الدولة من المستعمر وفشلت ، في ادارة التنوع الديني والثقافي والعرقي بل فرضة دين و هوية أحادية ( الاسلام عروبية ) وعممتها علي الكل المتعدد المتنوع ، ظل الأمر مفروض حتي حرب 15ابريل التي جعلته الان يعيش في سكرات الموت الأخيرة ،

وبالرغم من أن دكتور قرنق عالج الأمر في طرحه السياسي ( العروبة لا توحدنا الافريقانية لا توحدنا الاسلام لا يوحدنا المسيحية لا توحدنا ما يوحدنا هو السودانوية..) . وفي سياق آخر يقول قرنق ( قبل أن نكون عرب أو أفارقة، و قبل نكون مسلميين أو مسيحيين ، فل نقل نحن سودانيين ) اي ان جون قرنق كان يبحث عن معالجة تدير التنوع والهوية في بناء دولة المواطنة المتساوية ، هذا هو الخطاب الذي حاربت به الحركات المسلحة في السودان الدولة المركزية (56) وبعد حرب 15ابريل كانت الحركات وخاصة في دارفور في موقف الحياد ، وعندما غرر بهم ثعلبنا بالمال اصطفوا مع الظالم التاريخي واتخذوا خطابه الشعبوي والعنصري نموذجا للتحشيد والتعبئة مرتكزين علي صراعات قبلية تاريخية في دارفور وكردفان وصبغوها بحرب الكرامة متخذين مسألة الموارد و الحواكير و السكان الأصليين ذريعة تعبوية ، مصطحبين معها نظرية المؤامرة بأن السودان يتعرض لغزو خارجي زورا وبهتانا .
وهذا النوع من الخطاب الشعبوي لا يتوافق مع مفهوم الدولة الحديثة أو دولة ما بعد الاستعمار ويتعارض مع التنوع التاريخي والمعاصر للسودان ونقيض لدولة المواطنة التي تسع الجميع ، ورغم دعوتهم للحركات المسلحة الأخري للانخراط معهم في مشروعهم النهري إلا أن ( حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وحركات الهادي ادريس وصندل وحجر وغيرها ) رفضت الفكرة و ظلت ملتزمة بالخط الثوري الصحيح الذي يدعوا للعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية لكل السودانيين عرب أو أفارقة ) والسؤال الجوهري هل ردة المشتركة عن مشروع السودان الجديد وتبني الخطاب الشعبوي جاء وفقا لقناعة اجتماعية وسياسية ام أن الأمر اقتصادي بيع وشراء با الدولار ؟؟ الإجابة سوف تظهر قريبا بعد الورجغة التي نشاهدها… وهل لا زالت المشتركة تملك ادوات سياسية وعسكرية واجتماعية تمكنها من فرض واقع علي مستقبل السودان السياسي ؟؟

اعتقد بل واجزم أن المشروع الشعبوي والعنصري (النهرو شركة ) قد انهزم سياسيا وعسكريا وكل الشعب الان اكتشف الزيف، وأصبح يؤمن بمستقبل زاهر تقوده فكرة مشروع السودان الجديد الذي يحترم التنوع التاريخي والمعاصر والمواطنة المتساوية لبناء عقد اجتماعي يمكن السودانين من بناء وطن حر ديمقراطي يسع الجميع

فا با الرغم من الحرب سيئة جدا الا ان التاريخ يحدثنا بأن الحرب صنعة أمم وشعوب ودول قوية فمن لم يذق ألم ومأسي الحرب لا يعرف قيمة السلام .
خالص الود …

إرسال التعليق

لقد فاتك