كيف هزمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني ؟
كيف هزمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني؟
يتابع العالم بقلق أحداث الحرب الأهلية الدائرة في السودان، وهي حرب لم يُشفَ منها البلد بعد، نتيجة سيطرة الجيش السوداني (المعروف سابقًا بقوات دفاع السودان) على مقاليد الحكم. هذا الجيش، الذي يُعدّ الوريث المباشر للمنظومة الاستعمارية، مارس سياسات تطهير عرقي ضد المجموعات السكانية الأصيلة، في محاولة لتغيير ديموغرافيا البلاد وتدمير هوية الشعب السوداني.
خاض الجيش السوداني حروبًا طويلة ومعقدة في جنوب السودان، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، وشرق السودان، مما أدخله في دوامة صراعات أهلية متكررة. وكانت آخر هذه الحروب المواجهة المباشرة مع قوات الدعم السريع، وهي قوة عسكرية شُكِّلت بموافقة برلمان منتخب لمواجهة التمرد في غرب السودان.
اندلعت حرب 15 أبريل 2023 بعد انقلاب قاده قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، على حكومة الثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير. وتمحور الخلاف حول الاتفاق الإطاري، الذي دعا إلى إعادة هيكلة الجيش وتوزيع التمثيل داخله وفقًا للتعداد السكاني، حيث يهيمن إقليم شمال السودان على القيادة العسكرية منذ الحقبة الاستعمارية.
هزيمة الجيش السوداني
شهدت العاصمة الخرطوم هزيمة قاسية للجيش السوداني على يد قوات الدعم السريع، التي كانت تتمتع بتدريب عالٍ وتجهيز متخصص في حرب المدن. ثم وسعت هذه القوات نطاق سيطرتها إلى ولاية الجزيرة، وبلغت مدينة مروي في شمال البلاد.
تميزت قوات الدعم السريع بـ:
• الخفة وسرعة المناورة في ساحة المعركة.
• كثافة النيران والقدرة على الالتفاف حول القوات التقليدية.
• نظام مجموعات قتالية خفيفة التسليح، ما سمح لها بتفكيك الجيش تدريجيًّا.
• تفوقها في حرب المدن والسيطرة على المواقع الاستراتيجية.
ورغم امتلاك الجيش السوداني سلاحًا جويًّا متطورًا، فقد تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مناطق واسعة، شملت الخرطوم، مروي، الجزيرة، كردفان، ودارفور. ويُعزى ضعف الجيش إلى عدة عوامل:
• التركيبة العرقية والمناطقية للجيش، إذ يعتمد على جنود من أقاليم محددة، وضباط من الإقليم الشمالي.
• ضعف الرواتب وكِبَر سن الجنود، مقارنة بشباب قوات الدعم السريع.
• انخفاض الروح المعنوية مقابل الحماس العالي لدى قوات الدعم السريع، التي غذّاها خطاب “هامش السودان” المهمَّش تاريخيًّا.
• الاستخدام الفعّال للطائرات المسيّرة (الدرونز) في استهداف مواقع الجيش بدقة.
وفي الختام، استطاعت غرفة العمليات المركزية لقوات الدعم السريع توجيه ضربات استراتيجية حاسمة، أدّت إلى هزيمة نكراء للجيش السوداني، وأعادت تشكيل مشهد الصراع في البلاد


إرسال التعليق