مليح يعقوب حماد : حكومة الوحدة والسلام خطوة كبيرة إلى الأمام - صوت الوحدة

مليح يعقوب حماد : حكومة الوحدة والسلام خطوة كبيرة إلى الأمام

لقد ثبت جليّا و ما لايدع مجالاً للشك، ومن الناحية النظرية، والعملية، والتطبيقية، أن تحالف تأسيس هو الأجدر بقيادة المرحلة الآنية والمفصلية والحرجة من تاريخ السودان، ومن دون منازع، وهو التيار السياسي الوحيد العادل في مشروعه، والصادق في أطروحاته، والقادر على فرض شروطه وأدواته من أجل إخراج السودان من الورطة الكبيرة التي أدخله فيها الكيزان، والمتمثّلة في الحرب العبثية الدائرة بين الحركة الإسلامية والأشاوس الأبطال الذين قد تكّللت تضحياتهم بحكومة الوحدة والسلام والتي قد تم إعلانها من مدينة نيالا البحير، ونعتبرها أوّل عاصمة قومية لأوّل دولة وطنية تنشأ في السودان، وسوف تتهاوى من تحتها موّسسات المركز كأوراق التوت؛ ليتم تشييعها وبإذن الله إلى مثواها الأخير، وبينما يستمر الغربال الناعم في غرّبلته للأوساخ من أجل أن يتم رميها فى مكانها الطبيعي، أحدث تحالف تأسيس تحولات جذرية في الطريقة التي يفكّر بها السودانيون حول إدارة دولتهم، وقد أظهرت الحشود البشرية الداعمة له، درجة عالية من الوعي من خلال الشعارات السحرية والتي يتم ترديدها في المواكب السلميّة، ومن أشهرها: (سودان قديم يتحطّم وسودان جديد يتقدّم، وتأسيس تأسيس حميدتي رئيس) وكما أظهرت الحواضن الإجتماعية الداعمة لتأسيس درجة عالية من الصبر والثبات، عندما ضحّت بفلذات أكبادها لنصرة قضيتها الوطنية العادلة والمتمثّلة في الفيدرالية، والديمقراطية، والعلمانية، والتنمية المتوازنة، وأهدت كل انتصاراتها للوطن وليس الذات أو الأنا الأعلى، على عكس القوات المسلحة ومليشياتها الإرهابية والتي تقاتل بلا رؤية ولا هدف ولا مشروع وطني معروف سوى إعادة تمكين الحركة الإسلامية من السلطة. ونقولها بالفم المليان، أن كل الشعوب السودانية المنتشرة في السودان وحول العالم متفاعلة مع حكومة تأسيس، ومن يؤثر الصمت منها يخشى فقط على نفسه من بطش الحركة الإسلامية المجرمة،و هنالك اعداد كبيرة من المواطنين يعيشون فى داخل مناطق سيطرة الجيش وتم حرمانهم من حريّة الراي والتعبير بسبب القوانين الصارمة المفروضة عليهم من قبل الحركة الاسلامية ومن ضمنها قانون أولاد الضيف وقانون المتعاونين، وقد برهنت الثورات الوطنية الأخيرة المناهضة لحكومة الإنقاذ كثورة 13 ديسمبر و15 ديسمبر وحرب15 أبريل، أن السودانيين قد أصبحوا على قدر عالٍ من المسئولية السياسية، ولم يكونوا كسابق عهدهم ضحايا للعقليات النيلية والمركزية (الحاكمة والمعارضة)، والتي كانت تسوقهم بالخلا من اجل ان تدفعهم الى الترحيب بالانقلابات العسكرية من جهة ومن ثم التصفيق للديموقراطيات من الجهة الأخري. والغريب في الأمر أن كل الحكام الذين يديرون اللعبة ينتمون إلى نفس الإقليم، لقد تجاوز المواطنون تلك الحالة الإنفصامية أو الإزدواجية ونجحوا فى كسر قيود الجدليّة وتفكيك شفراتها العصيّة بإلهام من المشروع الرائد الذي يتبنّاه تحالف تأسيس، والذي من أوجب واجباته أن يسعى إلى تحييد المجتمعات السودانية المغيبة من الوعي لصالح مشروع التحول المدني الديموقراطي، وعلى تحالف تأسيس أن يتبنّى خطاباً إعلامياً واعياً يسهم في تحرير الفلاقنة من عبودية المركز والذي قد ظل يحاصرهم بالتقاطعات الجهوية والدينية ومن كافة الإتجاهات، وتلك من الأساليب الناجعة الواجب اتباعها لدورها الفاعل في تقصير أمد الحرب وتقليل كلفتها، لقد أنتجت الصراعات السياسيّة الدائرة في السودان ثلاثة مستويات من الوعي، وتختلف في محتواها من تيار إلى آخر ؛ فالمستوى الأول من الوعي يتبناه التيّار التقدمي والذي يقوده تحالف السودان التأسيسي، والذي قد أصبح يمتلك الإرادة والأرض والمشروع والشعب والثروة والموارد والمستوى الثانى من الوعي يتبنّاه التيّار التقليدي ويقوده تحالف صمود والذي أصبح مسلوب الإرادة ويسبح في عالم افتراضى لا وجود له على أرض الواقع، حيث يدّعي المثالية والنموذجية بينما هو موغل في التناقض والازدواجية حرصا على امتيازاته التاريخية. والمستوى الثالث من الوعي هو الأسوأ خبثاً والأكثر تدنّيا ويتبنّاه التيار الإرهابي، والذي تقوده الحركة الإسلامية التى أشعلت الحرب وقتلت الشعب على أساس اللون والعرق والثقافة والهوية، وأغلقت على نفسها جميع المخارج والأبواب؛ فأوصلت البلاد والعباد إلى هذا المستوى من الهلاك .

إرسال التعليق

لقد فاتك