عزيز الدودو : خيانة البرهان : بيع حلايب مقابل البقاء في السلطة - صوت الوحدة

عزيز الدودو : خيانة البرهان : بيع حلايب مقابل البقاء في السلطة

وسط صمت سوداني على المستويين الرسمي والشعبي، أعلنت مصر عن اكتشاف احتياطيات ضخمة من الذهب في منطقة حلايب السودانية، التي تسيطر عليها مصر منذ أن احتلتها عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك، التي نفذتها جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تحكم السودان في ذلك الوقت تحت ستار ثورة الإنقاذ الوطني.

منذ ذلك الحين، أعلنت مصر سيطرتها على منطقة حلايب الاستراتيجية الواقعة على ساحل البحر الأحمر، والقريبة من مضيق باب المندب، الذي يعد أحد أهم الممرات المائية العالمية، حيث تمر عبره أكثر من ٣٠٪ من حركة التجارة الدولية.

تبلغ مساحة منطقة حلايب حوالي ٢٠ ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل ضعف مساحة دولة قطر. وأهم ما فيها هو ساحلها البحري، الذي يمكن تأجيره لإثيوبيا أو أي دولة أخرى لا تمتلك منفذًا بحريًا مقابل مليارات الدولارات، ناهيك الثروة الحيوانية والموارد الطبيعية. لا يعقل أن يتنازل الشعب السوداني عن منطقة حلايب الاستراتيجية بهذه السهولة والسذاجة.

تداولت وسائل الإعلام في الأسابيع الماضية خبرًا عن اعتراف رسمي من السلطة الانقلابية في بورتسودان بتبعية حلايب للدولة المصرية. هذا الاعتراف، رغم عدم استناده إلى شرعية دستورية – كون البرهان بلا شرعية ولا يمتلك الاختصاص للتنازل عن أرض سودانية – إلا أن مصر استفادت من هذا الأمر وأعلنت عن اكتشاف احتياطي ضخم من الذهب، كتأكيد على صحة الأنباء المتداولة. فلو لم يحصل التنازل، لاستحالت قيام مصر بالتنقيب عن الذهب في حلايب ونشر الأخبار في الصحف. إذ يجرم القانون الدولي أعمال التنقيب في المناطق المتنازع عليها بين الدول قبل الوصول إلى تسوية أو تحكيم دولي ينهي النزاع.

ما قام به البرهان هو خيانة عظمى، بأن ساوم بالسيادة الوطنية مقابل البقاء في السلطة. والأدهى من ذلك أن الشعب لا يزال صامتًا والنخب الوطنية تتجاهل الموضوع وكأنه لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد.

قلنا من قبل وسنقول الآن: إن هذا الجيش هو امتداد للاستعمار، ولا يمكن أن يحمي السودان ويحفظ أراضيه وسيادته. الرهان على هذا الجيش رهان خاسر، ومن واجب الشعب السوداني أن يثور دفاعًا عن السودان ضد المطامع المصرية.

لطالما هيمنت مصر على السودان واستنزفت موارده عبر النخب الحاكمة العميلة التي باعت الأخضر واليابس من أجل البقاء في السلطة، حتى وإن كان الثمن هو تفتيت السودان وقتل شعبه، كما يحدث اليوم من حرب ودمار واقتتال عبثي. ولا تزال الحرب مستمرة، وتواصل مصر هيمنتها على السودان واستنزاف موارده.

إرسال التعليق

لقد فاتك