عزيز الدودو : البرهان يتنازل عن حلايب وشلاتين… فهل يُبادل الأرض بالسلطة؟ - صوت الوحدة

عزيز الدودو : البرهان يتنازل عن حلايب وشلاتين… فهل يُبادل الأرض بالسلطة؟

في خضم الحرب الدامية التي تجتاح السودان، تطفو على السطح أنباء صادمة عن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، تفيد بتقديمه تنازلات خطيرة لمصر مقابل دعمها بقائه في الحكم. تقارير فرنسية ذكرت أن البرهان قد يكون أقدم على خطوة تُعتبر خيانة للوطن: التنازل عن مثلث حلايب وشلاتين، المنطقة الاستراتيجية المطلة على باب المندب، والتي طالما كانت محل نزاع بين البلدين.

محادثات سويسرا والصفقات الخفية

تزامنت هذه الأنباء مع زيارة البرهان الأخيرة إلى سويسرا للقاء وفد أمريكي، بذريعة بحث سبل إنهاء الحرب. لكن الكثيرين يتساءلون: هل هذه المفاوضات مجرد ستار لإخفاء صفقة التنازل عن حلايب؟ الأكيد أن البرهان، كقائد انقلابي غير شرعي، لا يملك أي حق في التصرف في أراضي البلاد، خاصةً منطقة حيوية مثل حلايب، التي تُعد بوابة السودان نحو البحر الأحمر.

نمط متكرر:

النخب الحاكمة وتجارة الوطن**
لو ثبتت هذه الأنباء، لن تكون المرة الأولى التي تتنازل فيها نخبة حاكمة عن حقوق السودان لمصلحة خارجية. فالتاريخ السوداني حافل بصفحات مظلمة من التواطؤ مع مصر، بدءاً من إسماعيل الأزهري مروراً بكل الأنظمة التي أهدت المياه والأرض والثروات مقابل دعم سياسي. اليوم، يُعاد نفس السيناريو: جنرال انقلابي يُدمر البلاد بحربه العبثية، ثم يبيع ما تبقى من الوطن لينقذ كرسيه.

لماذا حلايب خط أحمر؟

  1. موقع استراتيجي: تُطل حلايب على مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات المائية في العالم، مما يمنح السودان موقعاً جيوسياسياً مهماً.
  2. ثروات طبيعية: تحتوي المنطقة على موارد معدنية ونفطية، بالإضافة إلى ثروة سمكية كبيرة.
  3. سيادة وطنية: التنازل عنها يعني انتهاكاً للدستور والقانون الدولي، وإهداراً لحقوق الأجيال القادمة.

ما المطلوب الآن؟

  • رفض الصمت: على السودانيين، داخل البلاد وخارجها، التصدي لأي محاولة لتفريط في الأرض، بغض النظر عن المبررات.
  • فضح الاتفاقيات السرية: يجب الضغط لكشف أي تفاهمات خلف الأبواب المغلقة بين البرهان ومصر أو غيرها.
  • تذكير العالم بعدم شرعية البرهان:

قائد انقلابي لا يمثل الشعب لا يجوز له التوقيع على أي اتفاقيات تمس السيادة.

الأرض ليست سلعة!

الحرب في السودان لن تتوقف بصفقات الخيانة، بل بتوحيد الصفوف لاستعادة الوطن من براثن الإنقلابيين.

التنازل عن حلايب لن يكون سوى فصل جديد من فصول الإذلال، وسيُكتب في التاريخ كجريمة لا تُغتفر. السودان ليس مزرعة خاصة للبرهان أو غيره، وشبر واحد من أرضه لا يُباع بالدولار أو بالسلطة.

إذا كان البرلمان المنتخب لا يملك حق التنازل عن ذرة تراب، فكيف لانقلابي أن يفعل ذلك؟

إرسال التعليق

لقد فاتك