(كاجي شرك) بشرى عبد الرحمن يكتب : ورطة الرواية الدينية (3) - الحالة السودانية نموذجًا (2) - صوت الوحدة

(كاجي شرك) بشرى عبد الرحمن يكتب : ورطة الرواية الدينية (3) – الحالة السودانية نموذجًا (2)

في حديثنا عن السلوك الإسلامي الشعبي في السودان، نجد أنه يتمظهر بخرافة التصوف وعملية التسليم وعدم الاعتراض على أقوال أو أفعال الشيخ مهما كانت، لكي لا تصاب بسخط من الله. و نجد هنا أن الطائفتين الخاتمية والأنصار استحوذتا على كتلة بشرية كبيرة من المريدين الذين تم استغلالهم باسم الدين، تمثل هذه الكتلة الرافعة المكنيكية للسلطة.

و للتحكم في المسار السياسي و التمكن من دواوين الدولة تم إنتاج طبقة جديدة عرفت في ما بعد بالأفندية، وهم خريجي كلية غردون، و هنا مثل امتهان السياسة و الحكم مورد للتكسب المادي ونهب للثروات مع تمكين سلطة باطشة مركزية للمحافظة على هذا الشكل.

وعلى ذالك يتجلى عندنا مربع الحكم (النخب) من( الطائفة الدينية، الرأسمالية الأسرية، السلطة العسكرية، خريجي المعاهد التعليمية) .

من المهم معرفة أنه تم تحديد النموذج السياسي من طلاب كلية غردون، بتواطؤ من قيادات العشائر المحلية، و تشكيل أدوات اللعبة السياسية، ما بين التيارات الإسلامية واليسارية.


وتم وضع منهج لتقسيم جغرافية السودان و المزاج الثقافي وفقًا للمصالح السياسية، و كل من يعارض هذا المنهاج يسمى متمردًا على الدولة مع وجوب ردعه.

يمكن القول هنا أنه بداية الحالة السودانية في الفساد والاستغلال الذي يتم باسم الدين لأغراض سياسية، مع التوراث العرقي لمؤسسات الدولة في المناصب العليا.
و نجد كذلك بداية عمليات نقد العهود و الدساتير حسب التوجه الحزب الحاكم في تشكيل المرحلة الآنية من عمر الدولة السودانية.

مثال على ذالك تم تغيير دستور الحكم لكي يواكب ترشيح الصادق المهدي لمجلس الوزراء.
كما سيأتي في المقال التالي كيف وظفت الحركة الإسلامية الخطاب الديني الردكالي و تواطؤ النخب و مكوناتها العرقية مع ذلك الخطاب .

إرسال التعليق

لقد فاتك