مبارك الفاتح الفاضل : شجن الفراق …! - صوت الوحدة

مبارك الفاتح الفاضل : شجن الفراق …!

الفراق قد اجترى واجترح، وأذهب المسرّة والفرح،وضيّق رحب الفضا ،وقلب القلب على جمر الغضا..
يالها لوعة اسعرت وقْد الضلوع ،ومالت إلى الصبر فأذوت منه الأصول والفروع، وصبابة صبتِ النفسُ إليها…وشوقاً إلى تلك الليالي المستنيرة، والأيام التي يطول الشرح في محاسنها وإن كانت قصيرة ..!ساروا وسرى الوجد قلبي ..أفديهم غائبين أطالوا شُقة البين ،ونازحين سكنوا القلب حين غابوا عن العين :
رحلوا عن الأوطان لكن في الحشا
نزلوا ،وما راعوا ولكن روّعوا
كيف العمل ؟ عزّ الاحتيال،هل من طريق إلى منزلة الوصال ؟
ياصاح إن ظباء جيران النقا
جاروا عليّ فدُلّني ما أصنع ؟
إن يوم النوى ،أضعف بناء جسدي بالهوى فهوى، وأحال صبغة حالي ،وسقاني كأس بُعدٍ مذاقها غيّر حالي ،فعدتُ ذاةسكرٍ دائم ،وعناء تُحلّ دونه عُقد العزائم..
القلب مأوى الهموم ،والطرف موكّل برعي النجوم ،والكآبة في الخاطر خاطرة ،والعين إلى نحو الطريق ناظرة ،وأسياف الضنا تجرح الجوارح ،وسهام الجوى تجنح إلى الجوانح ..لا أعرف لذة الوسن، ولا أمل في السير من حَزن الحزن ،ولا أردُ الماء النمير إلا ويلفحه من كبدي حرُّ السعير …ولولا رجاء العَود والإياب، لانفصمت من قوى حياة العليل عُرا الأسباب ،فتبّاً ثم تبّاً لأيام البعد والقطيعة ،وسقياً لأوقاتٍ كانت على رغم العدا مطيعة …حيث الأوطان عامرة ،ووجوه الأوطار ناضرة ،وأغصان العيش مائدة ،وصلة الأحباب عائدة ..
والله المسؤول في بلوغ الأماني ،وإباحة ممنوع التلاقي والتداني، واجتماع المشوق بأهل وداده ،ونصرة المظلوم على أعدائه وحسّاده فإنه (نعم المولى ونعم النصير)وهو على جمعهم إذا يشاء قدير .

إرسال التعليق

لقد فاتك