في بوح خاص لصوت الوحدة الشاعر محمد جدو الدرديري لا انتصر لشكل شعري على حساب الآخر. - صوت الوحدة

في بوح خاص لصوت الوحدة الشاعر محمد جدو الدرديري لا انتصر لشكل شعري على حساب الآخر.

حاوره محمد الحبيب يونس

محمد جدو الدرديري مرحبا بك في صحيفة صوت الوحدة ؟.

يسعدني ويشرفني أن أكون في ضيافة صحيفة صوت الوحدة وآمل أن أكون مفيدا.

بداية دعنا نلقي الضوء على سيرتك الذاتية والأدبية؟.

محمد جدو أحمد الدرديري

ولد عام 1984 ميلادية في منطقة بندسي غرب دارفور وتربى في مدينة نيالا جنوب دارفور.

حفظ القرآن في وقت مبكر من العمر مع والده، ودرس مرحلة الأساس في مدينة نيالا ثم انتقل إلى الخرطوم ولم يكمل تعليمه الأكاديمي
وهو من أسرة مشهورة بوسط دارفور عرفت بالتصوف

شارك في عدد من المهرجانات المحلية

منها مهرجان سحر القوافي الثاني 2008م | الخرطوم

  • مهرجان الخرطوم للشعر العربي.
  • ملتقى النيلين للقصيدة العربية.
  • أيام الخرطوم الشعرية.

حائز الجائزة الأولى لبيت الشعر – الخرطوم في دورتيها الأولى، والثالثة 2017م، 2019م

كما حاز الجائزة الأولى لمسابقة فارس القوافي التي نظمتها قناة الخرطوم الدولية – السودان عام 2018م.
نشرت قصائدة الصحف والمجلات المحلية و العالمية

أسس صالون (حَرَاز) الأدبي مع الشاعر السوداني: عباس أحمد علي المرين.

عمل محررا عاما لصحيفة القصة السودانية

له ديوان شعر مطبوع تحت عنوان: رسائل البرق عن دائرة الثقافة بالشارقة 2022م.

جدو الدرديري هو أول وآخر من يفوز بجائزة بيت الشعر الخرطوم مرتين، نود أن نعرف أكثر عما أضافته لك الجائزة هل كانت محفزا للانطلاق أم أشعرتك بالرضا وجعلتك ترضى بالمرحلة التي توصلت إليها؟.

رغم فوزي بالجائزة مرتين إلا أنني لم أشعر بالرضا لأنني أرى أسماء كبيرة في عالم الشعر لم تفز بأي جائزة لكن صداها أوسع وأكبر فالمتنبي مثلا لم يفز بأي جائزة ولا محمود درويش ولا الفيتوري وهنا أعني جوائز المسابقات؛ الجائزة الكبرى هي الوصول إلى قلوب الناس عامتهم وخاصتهم.

الشعر مرآة المجتمع، هل تصدق هذه العبارة في الشعر الحديث ؟.

للأسف لم يعد المجتمع خاصة المجتمع الشرقي ينظر لهذه المرآة رغم المحاولات الخجولة لبعض المجتمعات التي تنظر للشعر نظرة ترفيهية، أما ربط هذه العبارة أو المرآة بالشعر الحديث تحديدا أرى فيها شيئا من التقليل لمكانته، فالشعر مرآة حقيقية للمجتمع قديمه وحديثه، والشعر الحديث فيه نماذج كبيرة تجاوزت الكثير من النماذج التقليدية.

يقال إن هذا العصر هو عصر الرواية هل للدرديري رأي مع أو ضد ذلك؟.

للرواية مضمارها لكنها لن تحل محل الشعر مهما عظمت، لأنك لن تجد أحدا يستشهد بعبارة من رواية؛ أما الشعر تجده على ألسنة العامة من الناس، ودونك ألف ليلة وليلة التي يلهج بها العرب وغيرهم، كل استشهاداتها شعرا حتى تكاد تخرج منها دواوين شعرية؛ ولهذا كل الشعراء يستطيعون أن يكتبوا الرواية ولكن القليل من الروائيين يكتبون الشعر.

محمد جدو من رواد المدرسة الرمزية، حيث الارستقراطية الشعرية التي يرى الكثير من الناس أنها مدرسة نخبوية محصورة على فئة معينة، ما الذي يجعل جدو يتجه هذا الاتجاه رغم أنه يضيّق دائرة المتلقين؟.

لم أختر أن يكون شعري رمزيا، وجدتني أكتب هذا من باب التجريب فغرقت فيه، أما الجمهور فعندي ما يناسبه وربما في المستقبل أمزج بين السهل والرمزي.

ثمة مساحة كبيرة بين الشعر وعامة الناس في هذا العصر، يا ترى من السبب في ذلك الشعراء أم الجمهور، كيف يمكننا ترميم تلك الهوة أو كيف ننشئ جسورا جديدة بين الشعر والأمة؟.

في الحقيقة الناس ليسوا ببعيدين عن الشعر بقدر بعدهم عن اللغة التي تحمل النص الشعري خاصة شعر الفصحى، أما الأمة العربية فهي غارقة في دوامة التقليد وبعض الشعراء استجابوا لهذا التيار التقليدي فصرفهم عن تيار التجديد الذي يحاول ردم هذه الهوة، لكنني أومن أن الأمة كلها تراجعت في تذوقها للشعر بسبب البعد عن اللغة كما أسلفت ويجب الاهتمام باللغة لترميم الفجوة.

من يتابع شعر محمد جدو وقرأ ديوانه زوايا الأخيلة يمكن أن يصنف جدو على أنه من أنصار القصيدة العمودية فهو انتصر لهذا الشكل على حساب التفعيلة وقصيدة النثر بماذا سيرد جدو على هذه الملاحظة؟.

صحيح أنا أميل للقصيدة العمودية لكنني كتبت التفعيلة والنثر ولي قصائد تفعيلة في ديواني (رسائل البرق) الذي صدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، أما ديوان (زوايا الأخيلة) فهو تجربتي الأولى التي اعتمدت فيها على العمود، وفي تقديري أن القصيدة العمودية أكثر رسوخا في أذهان الجمهور وستظل هكذا.

هل هناك قيود في الشعر العمودي تجعله أقل استيعابا لرؤى الحداثة مقارنة بالتفعيلة والشعر النثري؟.

نعم هناك قيود كثيرة وأولها القاموس اللغوي والمخزون المعرفي والأوزان الخليلية هذا الثلاثي مَن لم يتقنه سيجد نفسه في دائرة التكلُّف والركاكة.. لكنني لا أرى النص العمودي أقل استيعابا لرؤى الحداثة؛ فالحداثة عندي في التعبير الشعري وليس في الشكل؛ لأن النثر ليس جديدا وقصيدة التفعيلة استوعبت جزءا بسيطا جدا مما تستوعبه القصيدة العمودية على مر تاريخها، ومهما يكن من شيء فإني أرى لكل شكل دور مهم في سياقه.

برأيك ما سبب عودة الشعراء للقصيدة العمودية في هذا العصر؟.

أنا لا أسميها عودة، فالشعر ليس شكلا؛ هناك شعراء يكتبون النص العمودي بذات القدرة في النص التفعيلي، لكن يظل العمودي هو الأساس في أذهان الناس، وهنا سأستلف رأي الشاعرة العراقية: نازك الملائكة في مقدمة ديوانها(شجرة القمر) حين قالت: (وإني لعلى يقين من أن تيار الشعر الحر سيتوقف في يوم غير بعيد، ويرجع الشعراء إلى الأوزان الشطرية بعد أن خاضوا في الخروج عليها والاستهانة بها). لكن يظل الرهان الأكبر ليس العودة إلى التقليد بل الرهان على جودة الشعر ، فإن كانت الدعوة للشعر الحر من أجل التجديد فإننا نقرأ شعرا حرا رديئا لا فائدة منه، ولم يستطع رواده إحراز أي تقدم على حساب الشعر العمودي وآخرون قدموا عملا رائعا في ذات الشكل، وهذا ينطبق أيضا على القصيدة العمودية.

أي الأشكال أكثر قوة في الشعر السوداني العمودي ام النثري أم التفعيلي؟.

لكل شكل قوته بحسب الموضوعات والقضايا التي يطرحها واستخدامه للغة والشكل والقدرة على التعبير وإنتاج الصور والأخيلة، فهناك شعراء معاصرون مثل الشاعر: إدريس نورالدين لا يمكنك تحديد قوة شعره حسب الشكل، وهناك قصائد عمودية أقوى من التفعيلة والعكس.
أما ما يخص النثر في رأيي يظل نثرا وهو خارج مضمار التنافس هنا، ومهما أنتج رواده من أعمال كبيرة إلا أنها لن تصل إلى درجة التأثير الذي يحدثه العمودي والتفعيلي.

هل ترى أن للمسابقات دورا في تنميط الشعر والحد من امتداده كما يقول البعض ، أم أنها على العكس ساعدت في دفع الشعر إلى الأمام واكتشاف أرضيات جديدة؟

أراها حدت من امتداده، بل بعض المسابقات حاربت شكلا محددا على حساب الآخر من أجل الانتصار للتراث أو التحديث أو…إلخ دون مراعاة للجوانب الإبداعية، وكذلك المدارس الشعرية، وكل مدرسة شعرية تنتصر لمشروعها الفكري، وهذا جانبٌ فيه دليل عافية؛ لأنه يخلق تنافسا، ومن جانب آخر إن كان المشروع ليس خَلاقا فهو إهدار للطاقات الفكرية والإبداعية، وبهذا يمكن القول إن المسابقات لها دور كبير في توجيه الطاقات الإبداعية وتنميطها خاصة في الشعر.

ما موقف الدرديري في هذه الحرب وهل كان لكتاباته دور يجسد رؤيته وموقفه من الحرب؟.

موقفي من الحرب هو موقف الرفض فالحرب موت والأموات ضحايا الطامعين في المال والسلطة، لم أكتب شعرا منذ اندلاع الحرب سوى نص وحيد لا علاقة له بالحرب؛ لأنني لا أميل لهذا النوع من الشعر، ولا أدري إن كنت سأغير رأيي.

حاوره محمد الحبيب يونس

إرسال التعليق

لقد فاتك