(كاجي شرك) بشرى عبد الرحمن يكتب : ورطة الرواية الدينية (2) الشمولية الكاذبة
النص القرآني أو السنة النبوية جاءت قبل أكثر من ألف عام في بيئة تتصف بالبداوة، متسمة بمجموعة من السنن التي تتوافق مع الديانة الإسلامية أو المخالفة لها. هذه الديانة جاءت كمرحلة طبيعية في نشأة المجتمعات، فكان لابد من وجود فلسفة جديدة تواكب مستقبل الازدهار المجتمعي الذي نشأ.
دعائم هذا الدين أرثيت استنادًا على أنماط عيش تلك المجتمعات، متأثرًا بالثقافة الموجودة وقادرًا على التأقلم مع أسلوب الحياة المتبع. عند الانتقال من منطقة إلى أخرى، نجد تأثير البيئة على النص القرآني حاضرًا، وهو أحد أدوات توجيه الفرد، ما يدل على تطور الديانة الإسلامية وهي في مرحلة التكوين.
هنا ينشأ سؤال مهم: هل هذا التطور مبني على شمولية النص القرآني أم مبني على محددات اجتماعية محدودة؟ يجب أن نأخذ في الاعتبار الفرز الذي تم في بعض نصوص السنة في تلك الفترة.
بالرغم من التعددية في الديانة الإسلامية، المنقسمة بين نص قرآني وسنة نبوية، نجد الآن ما يوصفون بـ”علماء المسلمون” يدعون إلى تبني شمولية كاذبة. يحاولون تقديم تفسيرات شاملة ونهائية للكون والحياة دون مراعاة للتعقيدات والتفاصيل. هذه الشمولية الكاذبة تؤدي إلى تهميش الأصوات الأخرى وتقليل فرص الحوار والنقاش، مع تقليل فرص التعليم والتطور والازدهار في بيئة متعددة الثقافات.
أذكر عندما كنت أدرس عند شيخي في عمر الثانية عشرة على المذهب المالكي، وكان حديث الشيخ عن أشياء غير موجودة عبارة عن تلقين للفقه. على سبيل المثال، كان هناك حديث عن “من وتاط بغلته نجاسة وضوه انتقاد”
و كذالك مثلت قضية الرق. احد نقشتنا و عند النظر إلى التفاسير المبررة لوجوده في صدر الإسلام، كان الجواب هو أن الرق كان واقعًا مرحليًا تماشيًا مع ثقافة المجتمع في ذلك الزمان.
بالرغم من وجود الرق في مجتمعنا السوداني عبر التاريخ القريب، نجد سخرية القدر من مفسر النص الديني. الرق كان سنة موجودة في المجتمعات في صدر الإسلام، برغم قبحه، إلا أن تعدد الآراء جعل منه نموذجًا إسلاميًا.
ورطة الرواية الدينية والشمولية الكاذبة تتطلب منا إعادة النظر في كيفية تعاملنا مع النصوص الدينية والتفسيرات المختلفة.



إرسال التعليق