اتهامات للجيش السوداني وكتائب البراء باختطاف نساء وفتيات في مناطق النزاع
الخرطوم – صوت الوحده
تزايدت خلال الأشهر الماضية بلاغات اختفاء نساء وفتيات في مناطق مختلفة من السودان، وسط اتهامات متصاعدة لوحدات في الجيش السوداني ومجموعات مسلحة تُعرف باسم “كتائب البراء” بالضلوع في عمليات اختطاف واحتجاز غير قانونية، خاصة في المناطق التي دخلتها هذه القوات منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وبحسب تقرير حقوقي جديد صدر عن شبكة “صيحة”، فإن عدد حالات الاختفاء القسري الموثقة لنساء وفتيات بلغ 291 حالة حتى يونيو 2025، تشمل رُضّعًا وقاصرات ونساء مسنّات. التقرير كشف أن أغلب هذه الحالات وقعت في أعقاب الانتشار العسكري للجيش وكتائب البراء في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار.
أسماء مثل رقية، جهاد، وهالة، تحولت إلى رموز لصمت موجع يلف البلاد. الشابة رقية خرجت من منزلها في أم درمان ولم تعد، بينما اختفت جهاد أثناء بحثها عن دواء لطفلها. وفي مايو 2023، عُثر على جثة الشابة هالة داخل سيارة تعرضت لإطلاق نار، يُشتبه بأنها كانت محتجزة فيها من قبل عناصر مسلحة.
تقول المنظمة إن عدداً من الناجيات أفدن بتعرضهن لاستغلال جنسي وأعمال قسرية في منازل سيطرت عليها قوات ترتدي زيًا عسكريًا وتحمل شعارات كتائب البراء. ووصفت صيحة هذه الممارسات بأنها “استعباد مدني مقنّع”، يتكرر بنمط واضح كلما دخلت القوات النظامية مناطق جديدة.
رغم بعض حالات العودة، فإن الكثير من الأسر ترفض الإبلاغ خوفًا من الفضيحة أو الانتقام، ما يزيد من تعقيد مهمة التوثيق ويُخفي حجم الكارثة الحقيقي.
من ناحيته، دعا المركز الإفريقي لدراسات العدالة والسلام إلى تدخل دولي مستقل وشفاف لمحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات، وتوفير حماية عاجلة للضحايا وأسرهم.
في ظل غياب العدالة، وتوسع رقعة الصراع، تبقى قصص النساء المختفيات واحدة من أعمق جراح الحرب في السودان، وأقلها حضورًا في خطاب القوى المتصارعة.
إرسال التعليق