بشرى عبدالرحمن يكتب : اسي الحنك شنو ؟

المفيد أن ترتيب الأقدار – رغم المرارة والحرقة وألم الفقد – جعل من “دويلة 56” تجسيدًا للمثل القائل: “تشتّت عود عود، وانكسرت عمود عمود”. لم يتبق منها اليوم غير “فرفرة الذبح”، ومن كان يظن أن راجعتها ممكنة بعد تفككها، ها هو الآن متروض مهزوم، يتخفّى داخل بدرومات بورتسودان.

التغيير أصبح واجبًا وضروريًا في بعض اللحظات، ولا بد من مواجهة الظلم، وتحدي المستحيل، وبناء حياة حقيقية للشعوب السودانية؛ حياة تنبع فيها الأسئلة الوجودية من القاع، من دون مواربة أو تدليس.

كما يقول المثل المصري: “امشِ عديل يحتار عدوك فيك”. هذا ما نحتاجه الآن؛ الانطلاق نحو سودان المستقبل، بنظام إداري واضح، متجاوز لكل عثرات الماضي. لسنا بحاجة إلى إعادة اختراع العجلة أو الوقوع في فخ التجريب، بل علينا النظر إلى التجارب الناجحة، والاستفادة من الخبرات العلمية القادرة على البناء والإنتاج.

علينا الابتعاد عن المزايدات العرقية في تطبيق القانون، لأنها لا تُنتج إلا سموم الفلول، والعدالة وحدها هي معيار النجاح. اليوم، الفرصة سانحة لنُظهر معنى “سودان المستقبل”.

الربط بين الثقافات العربية والأفريقية يمكن أن يؤسس لمشروع الحلم السوداني: دولة لديها القابلية لاستيعاب ثقافات متعددة، تُسهم في عملية التنمية والبناء.

نعم، السلطة مغرية، والطموحات كبيرة، لكن الواقع ترك ثقله، وهو مليء بالتحديات. نحن سننتقد هذا التأسيس من أجل مصلحة الشعوب، وسنشجع على الفعل الصحيح، بلا مزايدات سمجة.

أسي الحنك شنو في مستقبلٍ مختلف عن ماضي دولة الأبارتايد والعدالة الانتقائية؟
هل سنجد الإجابة في بناء سودان جديد؟
أم سنجد أنفسنا عالقين في الدائرة المفرغة ذاتها؟
الزمن هو وحده من سيجيب.