اللجنة العليا لإعادة تأسيس وتخطيط جمعية الهلال الأحمر السوداني تعقد اجتماعًا محوريًا مع فرع الضعين لتعزيز جاهزية العمل الإنساني بشرق دارفور
عقدت اللجنة العليا لإعادة تأسيس وتخطيط جمعية الهلال الأحمر السوداني، ضمن جولاتها الميدانية الهادفة لإعادة بناء الهياكل وتعزيز القدرات الإنسانية داخل مناطق حكومة التأسيس، اجتماعًا مهمًا مع قيادة وأعضاء فرع الجمعية بمدينة الضعين بولاية شرق دارفور، في إطار جهودها لإحياء الدور الإنساني وتوسيع نطاق الاستجابة للاحتياجات المتزايدة.
وافتتح رئيس اللجنة العليا الأستاذ إسماعيل هجانة الجلسة بكلمة أكد فيها أن اللجنة تُعد الجهة الإشرافية العليا المسؤولة عن إعادة تأسيس وتخطيط الجمعية بمفهومها الجديد القائم على المهنية والحوكمة وتنسيق الأدوار بين الفروع. ودعا هجانة إلى ضرورة تبني رؤية عملية واضحة تشمل ضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وتعزيز العلاقات مع الشركاء، وتوحيد الهياكل التنظيمية، وتحقيق الانسجام المؤسسي الذي يضمن وحدة القرار وسلامة العمليات الإنسانية.
وأكد هجانة أن اللجنة العليا تحمل التفويض الرسمي للعمل داخل مناطق حكومة التأسيس، وتتولى مسؤوليات تشمل إعادة بناء الفروع على أسس حديثة، ورفع القدرات، وضمان الشفافية في الأنشطة والتمويلات، وتطوير معايير موحدة للعمل الإنساني، إضافة إلى الإشراف الكامل على المشروعات ورسم رؤية جديدة تتناسب مع واقع ما بعد حرب 15 أبريل.
وفي مداخلة توضيحية، قدّم نائب رئيس اللجنة ومسؤول الشؤون القانونية الأستاذ أحمد محمد موسى، شرحًا حول الوضع الدستوري والقانوني للجنة، مؤكدًا أن التفويض الممنوح لها نافذ ويمنحها الصلاحية الكاملة لإعادة تأسيس وتخطيط الجمعية داخل مناطق حكومة التأسيس. وأوضح أن جميع الفروع ملزمة بالعمل وفق قرارات اللجنة لضمان حماية العمل الإنساني وضبط الهياكل والتمويلات، مشيرًا إلى سعي اللجنة لتطوير إطار قانوني موحد يشمل اللوائح والهياكل والمتطوعين وآليات المساءلة.
من جانبه، قدّم مشرف ولاية شرق دارفور الأستاذ يوسف فضل إحاطة حول الأوضاع التي أعقبت الحرب، مبينًا أن تشكيل اللجنة جاء لضرورة إعادة تجميع الفروع المتضررة ومعالجة مظاهر الانهيار المؤسسي، مؤكداً أن الزيارات الميدانية تمثل خطوة عملية لإعادة الحيوية لدور الجمعية داخل المجتمعات.
وخلال النقاش، شددت اللجنة العليا على أهمية إجراء تقييم شامل للفروع والمتطوعين، ووضع خارطة طريق للعمل الإنساني بالولاية، وتعزيز الرقابة على الأداء والتمويلات، وعقد اجتماعات دورية لمعالجة التحديات وتحديث الخطط، بما يضمن تمكين فرع الضعين من استعادة دوره الحيوي في تقديم الخدمات الإنسانية رغم الظروف المعقدة.
وفي ختام الاجتماع، أكدت اللجنة العليا أنها تدخل مرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظم والقوي داخل مناطق التأسيس، وأن فروعًا مثل فرع الضعين ستكون ركيزة أساسية في بناء نموذج إنساني موثوق، قادر على حماية الإنسان وخدمته في أقسى الظروف، وفق مبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وروح المسؤولية والالتزام.
وتعد هذه الخطوة امتدادًا لمسار متجدد نحو ترسيخ مؤسسة إنسانية قوية ومهنية، قادرة على الوصول للمجتمعات المتأثرة بكفاءة واستمرار



إرسال التعليق